بِسْمِ الله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْم
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافى نعمه ويكافئ مزيده يا ربنا لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم ساطانك , سبحانك لا نحصى ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك , فلك فلك الحمد قبل الرضى , ولك الحمد بعد الرضى , ولك الحمد اذا رضيت عنا دائما ابدا , اما بعد
هذه ترجمة العلامة القليوبي (... - ١٠٦٩ هـ) = ... - ١٦٥٩ م . [وهو الامام العلامة] أحمد بن أحمد بن سلامة , أبو العباس شهاب الدين القليوبي : فقيه متأدب من أهل قليوب (في مصر) , له حواشٍ وشروح ورسائل وكتاب في تراجم جماعة من أهل البيت سماه تحفة الراغب , وتذكرة القليوبي , ورسالة في فضائل مكة والمدينة وبيت المقدس وشيء من تاريخها في ٧٠ ورقة , في دار الكتب , لعلها النبذة اللطيفة في بيان مقاصد الحجاز ومعالمه الشريفة , في خزانة الرباط (١٤١١ كتاني) , وأوراق لطيفة علق بها على الجامع الصغير للسيوطي فبين الحسن والضعيف مما جاء فيه , والهداية من الضلالة في معرفة الوقت والقبلة من غير آلة . هكذا كما في "الاعلام" الجزء ١ ص ٩٢ المطبوع بـ "دار العلم للملايين" . وللعلامة القليوبي شرح على الورقات , ولشيخه عميرة أيضا حاشية على الورقات , والشيخ عميرة له حاشية معروفة على شرح المحلي على المنهاج . وقليوب : مدينة في مصر بمحافظة القليوبية شمالي القاهرة , عاصمة القليوبية حتى ١٨٥٠ م , عقدة مواصلات حديدية , سوق زراعية . اهـ
وترجم له المحبي ترجمة وافية في خلاصة الأثر (١/١٧٥) فقال : الشيخ أحمد بن أحمد بن سلامة المصري القليوبي الشافعي الأمام العالم العامل الفقيه المحدث أحد رؤساء العلماء المجمع على نباهته وعلو شأنه . وكان كثير الفائدة نبيه القدر . أخذ الفقه والحديث عن الشمس الرملي , ولازمه ثلاث سنين , وهو منقطع ببيته . ولازم النور الزيادي وسالم الشبشيري وعليا الحلبي والسبكي وغيرهم من مشاهير الشيوخ , وعنه منصور الطوخي وابراهيم البرماوي وشعبان الفيومي وغيرهم من أكابر الشيوخ , [واخذ عنه حكيم الإسلام أبو عبد الله محمد بن سليمان بن الفاسي والشيخ يونس بن أحمد الكفراوي الشافعي نزيل دمشق وشهاب الدين أحمد بن عمر الديربي الغنيمي الخزرجي الأنصاري , انظر "فهرس الفهارس" ص ٤١١ , ٤٢٥ , ١١٥١] . وكان مهابا , لا يستطيع أحد أن يتكلم بين يديه إلا , وهو مطرق رأسه وجلا منه وخوفا , ولا يتردد إلى أحد من الكبراء , ويحب الفقراء ولا يقبل من أحد صدقة مطلقا , بل , كان في غالب أوقاته يرى متصدقا , وليس له وظائف ولا معاليم , ومع ذلك كان في أرغد عيش وأطيب نعيم . وكان متقشفا ملازما للطاعات ولا يترك الدرس جامعا للعلوم الشرعية متضلعا من العلوم العقلية . وأما معرفته بالحساب والميقات والرمل , فأشهر من أن تذكر وأمامته في العلوم الحرفية وتصرفه في الأوفاق والزايرجا وغير ذلك من الفنون , فذلك أمر مشهور . وكان في الطب ماهرا خبيرا . وكان حسن التقرير ويبالغ في تفهيم الطلبة ويكرر لهم تصوير المسائل والناس في درسه كأن على رؤسهم الطير . وألف مؤلفات كثيرة عم نفعها , منها : حاشية على شرح المنهاج للجلال المحلى , وحاشية على شرح التحرير لشيخ الأسلام , وحاشية على شرح أبي شجاع لابن قاسم الغزي , وحاشية على شرح الأزهرية , وحاشية على شرح الشيخ خالد على الأجرومية , وحاشية على شرح أيساغوجي لشيخ الأسلام , ورسالة في معرفة القبلة بغير آلة , وكتاب في الطب , جامع ومناسك الحج وغير ذلك من الرسائل والتحريرات المفيدة . وكانت وفاته في أواخر شوال سنة تسع وستين . والقَلْيُوْبِيّ : بفتح القاف وسكون اللام وضم الياء المثناة من تحتها وسكون الواو , وبعدها باء موحدة نسبة إلى بليدة صغيرة بينها وبين القاهرة مقدار فرسخين أو ثلاث فراسخ ذات بساتين كثيرة . اهـ وانا اقول : وفي المعكوفتين بهكذا [] زيادات مني . رحمه الله رحمة واسعة في الدين والدنيا والآخرة واعاد علينا من بركاته ونفعنا بعلومه في الدارين آمين . اهـ
انا محمد نعم الرحمن السربيونجي , اقول : اخذت سند كل ما له بإجازة عن شيخي الكياهي عبد الحنان , عن الكياهي سهل الحاجيني , عن شيخه العلامة ياسين الفاداني , عن شيخه صاحب "فهرس الفهارس" السيد عبد الحي الكتاني , عن شيخه العلامة السكري , عن الوجيه الكزبري , عن الشهاب العطار , عن محمد بن عبد الرحمن الغزي , عن الشيخ يونس بن أحمد الكفراوي الشافعي نزيل دمشق ومدرس الحديث بها وأعجوبة الدهر في قوة الحافظة وطلاقة العبارة , عن الشيخ العلامة أبي العباس شهاب الدين أحمد بن أحمد بن سلامة القليوبي , رحمهم الله رحمة واسعة في الدين والدنيا والآخرة واعاد علينا من بركاتهم ونفعنا بعلومهم في الدارين آمين . اهـ
ونختم بهذه الصلاة : اللهم صل وسلم علي نبيك وحبيبك سيدنا محمد وعلي اله قدر لا اله الا الله واغننا واحفظنا ووفّقنا لما ترضاه واصرف عنا السوءَ وارض عن الحَسَنَيْنِ رَيْحانَتَىْ خيرِ الانام وعن سائر آله واصحابه الكرام وادخلنا الجنة دارَ السلام يا حي يا قيوم يا الله . اهـ