وفي نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني ج ١ ص ٢٧١ ما نصه : ومنهم الشيخ الإمام الشهير الكبير الولي العارف بالله تعالى سيدي أبو عبد الله القرشي الهاشمي الأندلسي ، شيخ السالكين وإمام العارفين وقدوة المحققين قدم مصر بعد ما صحب ببلاد المغرب جماعة من أعلام الزهاد ، وكان يقول : صحبت ستمائة شيخ ، اقتديت منهم بأربعة الشيخ ؛ أبي الربيع والشيخ أبي الحسن بن طريف والشيخ أبي زيد القرطبي والشيخ أبي العباس الجوزي ، وسلك على يده جماعة ، منهم أبو العباس القسطلاني فإنه أخذ عنه كلامه وجمعه في جزء . وخرج سيدي أبو عبد الله القرشي من مصر إلى بيت المقدس فأقام به إلى حين وفاته عشية الخميس السادس من ذي الحجة سنة ٥٩٩ عن خمس وخمسين سنة ودفن هنالك وقبره ظاهر يقصد للزيارة زرته أول قدماتي على بيت المقدس سنة ١٠٢٨ . ومن كلامه من لم يدخل في الأمور بالأدب لم يدرك مطلوبه منها ، وقوله العاقل يأخذ ما صفا ويدع التكلف فإنه تعالى يقول ( وإن يردك بخير فلا راد لفضله ) [ يونس ١٠٧ ] وقال من لم يراع حقوق الإخوان بترك حقوقه حرم بركة الصحبة . وقال رحمه الله تعالى دخلت على الشيخ أبي محمد عبد الله المغاور فقال لي : أعلمك شيئا تستعين به إذا احتجت لشيء فقل يا واحد يا أحد يا واجد يا جواد انفحنا منك بنفحة خير إنك على كل شيء قدير قال فأنا أنفق منها منذ سمعتها . اهـ وفي فهمي ، ان الشيخ أبي محمد عبد الله المغاور هنا ، هو الشيخ العالم الصوفي حاكم الجن ولي الله مؤلف الكواكب اللماعة ، والمذكور هناك ايضا الشيخ ابي زيد القرطبي من عمل العتقة الصغري وعنه روايتها والحمد لله رب العالمين . والله اعلم . اهـ