ومن كان في احواله واقواله مخالفا لأمر الديانة ، واراد التقرب الي الله تعالي والخروج عما هو فيه الي جانب الحق تعالي ، فليتب الي الله توبة نصوحا ، ثم يصوم سبعة ايام ، ويقرأ الاية الشريفة بقصد ان الله تعالي يتولي امره ويخرجه مما هو فيه الي حالة يرضي بها سبحانه وتعالي عنه ، فيلازم علي هذا النمط ، ويقرأ بعد الآية الدعاء الآتي ذكره ويعيده مرة او مرتين او ثلاثا ، فإن الله تعالي يرضا عنه رضا ليس بعده سخط حتي يتعجب الخلائق من حسن سيرته ، واحسن سلطان الذكر له عند السحر . هكذا او كما مثله في الجوهرة الفاخرة في بيان اصل الطريق الي معرفة مالك الدنيا والآخرة ص ١٤٧ بدار الكتب العلمية والجواهر المصونة واللآلئ المكنونة ص ٤٣ والسر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل ص ٤١ . اهـ
الدعاء : بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْم ، اللهم إني أسألك يا من لا تراه العيون ، ولا تخالطه الظنون ، ولا تغيره الحوادث والدهور ، ولا يصفه الواصفون ، يعلم مثاقيل الجبال ، ومكاييل البحار ، وعدد قطر الأمطار ، وعدد اوراق الأشجار ، وعدد ما اظلم عليه الليل ، واضاء عليه النهار ، ولا تواريه سماء عن سماء ، ولا أرض عن أرض ، ولا جبل عما في امره إلا ، يعلم ما في وعره وسهله ، ولا بحر إلا ، ويعلم ما في قعره وساحله . اللهم إني أسألك ان تصلي علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم ، وأن تجعل خير اعمالنا خواتيمها ، وخير أيامنا يوم لقائك ، إنك على كل شئ قدير . اللهم من عاداني فعاده ، ومن كادني فكده ، ومن بغى عليَّ غخذه ، ومن ارادني بسوء فرد كيده في نحره ، واطفئ عني ناره ، وأدخلني في درعك الحصين وسترك الجميل ، ومن ارادنا بسوء فاردده ومن كادنا فكده ومن بغي علينا فأهلكه ، يا من كفانا ولم يكفه شيء ، اكفنا شر ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة ، وصدق قولي وفعلي بالتحقيق ، يا شفيق يا رفيق ، فرج عني كل ضيق ، ولا تحملنا ما لا أطيق ، فإنك انت الله لا اله الا انت الحق الحقيق يا مشرق البرهان ، ياقوي الأركان ، يا من رحمته في هذا المكان ، يا من لا يخلو منه مكان ، أحرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني في كنفك الذي لا يرام ، إنه قد تيقن قلبي أن لا اله الا انت ، وإني لا أهلك وأنت يارجائي ، فارحمني بقدرتك ، يا علي يا عظيم ترجي لكل عظيم ، يا حليم يا عليم يا كريم يا لطيف ، انت بحالي عليم ، وعلى خلاصي قدير ، وهو عليك هين يسير ، فامنن علي بقضائها ، وخلصني مما انا فيه يا حي يا قيوم يا بديع السموات والارض يا ذا الجلال والاكرام ، لا اله الا انت برحمتك استغيث ، لا تكلني الي نفسي طرفة عين ولا لأحد من خلقك ، واصلح لي شأني كله يا رب العالمين ، يا الله يا أكرم الأكرمين ، يا أجود الاجودين ، يا أسرع الحاسبين ، يا ارحم الراحمين ، ارحمني وارحم جميع المذنبين ، من امة سيدنا محمد اجمعين ، انك على كل شئ قدير ، وبالإجابة جدير ، اللهم استجب منا كما وعدتنا وعجل لنا بفرج من عندك بجودك ومنك وكرمك وفضلك وطولك يا اكرم الاكرمين يا خير الناصرين برحمتك يا ارحم الراحمين ، وفرج عني وارحمني وخلصني مما انا فيه ، وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم . اهـ
وفي حياة الحيوان الكبرى للامام الدميري ، فائدة : روى ابن بشكوال ، بسنده إلى أحمد بن محمد العطار ، عن أبيه ، قال : كان لنا جار فأسر وأقام في الأسر عشرين سنة ، وأيس أن يرى أهله ، قال : فبينما أنا ذات ليلة أفكر فيمن خلفت من صبياني وأبكي ، إذ أنا بطائر سقط فوق حائط السجن يدعو بهذا الدعاء ، قال : فتعلمته من الطائر ، ثم دعوت الله به ثلاث ليال متتابعات ، ثم نمت ، فما استيقظت إلا ، وأنا في بلدي فوق سطح داري ، قال : فنزلت إلى عيالي فسروا بي بعد أن فزعوا مني لما رأوني ورأوا ما بي من تغير الحال والهيئة ، ثم إني حججت من عامي ، فبينما أنا أطوف وأدعو بهذا الدعاء ، إذ أنا بشيخ قد ضرب يده على يدي ، وقال لي : من أين لك هذا الدعاء . فإن هذا الدعاء لا يدعو به إلا طائر ببلاد الروم متعلق بالهواء ، فحدثته بقصتي وبما جرى علي ، وأني كنت أسيراً ببلاد الروم ، وتعلمت الدعاء من الطائر ، فقال : صدقت . فسألت الشيخ عن اسمه ، فقال : أنا الخضر ، وهو هذا الدعاء : اللهم إني أسألك يا من لا تراه العيون ، ولا تخالطه الظنون ، ولا يصفه الواصفون ، ولا تغيره الحوادث ولا الدهور ، يعلم مثاقيل الجبال ، ومكاييل البحار ، وعدد قطر الأمطار ، وعدد ورق الأشجار ، وعدد ما يظلم عليه الليل ، ويشرق عليه النهار ، ولا توارى منه سماء سماء ، ولا أرض أرضا ، ولا جبل إلا يعلم ما في وعره وسهله ، ولا بحر إلا يعلم ما في قعره وساحله ، اللهم إني أسألك أن تجعل خير عملي آخره ، وخير أيامي يوماً ألقاك فيه ، إنك على كل شيء قدير . اللهم من عاداني فعاده ، ومن كادني فكده ، ومن بغى علي بهلكة فأهلكه ، ومن أرادني بسوء فخذه ، وأطفئ عني نار من أشب لي ناره ، وأكفني هم من أدخل علي همه ، وأدخلني في درعك الحصينة ، واسترني بسترك الواقي ، يا من كفاني كل شيء أكفني ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة ، وصدق قولي وفعلي بالتحقيق ، يا شفيق يا رفيق ، فرج عني كل ضيق ، ولا تحملني ما لا أطيق ، أنت إلهي الحق الحقيق، يا مشرق البرهان يا قوي الأركان ، يا من رحمته في كل مكان وفي هذا المكان ، يا من لا يخلو منه مكان، احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني في كنفك الذي لا يرام ، إنه قد تيقن قلبي أن لا إله إلا أنت وأني لا أهلك وأنت معي ، يا رجائي فارحمني بقدرتك علي ، يا عظيماً يرجى لكل عظيم ، يا عليم يا حليم أنت بحاجتي عليم ، وعلى خلاصي قدير ، وهو عليك يسير ، فامنن علي بقضائها يا أكرم الأكرمين ، ويا أجود الأجودين ويا أسرع الحاسبين يا رب العالمين ، ارحمني وارحم جميع المذنبين ، من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، إنك على كل شيء قدير ، اللهم استجب لنا كما استجبت لهم برحمتك ، عجل علينا بفرج من عندك ، بجودك وكرمك وارتفاعك في علو سمائك ، يا أرحم الراحمين، إنك على ما تشاء قدير ، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . اهـ وهذا الدعاء روى الطبراني بإسناد صحيح قطعة منه عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأعرابي ، وهو يدعو في صلاته ، ويقول : يا من لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون ، ولا يصفه الواصفون ، ولا تغيره الحوادث ، ولا يخشى الدوائر ، يعلم مثاقيل الجبال ، ومكاييل البحار ، وعدد قطر الأمطار ، وعدد ورق الأشجار ، وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار ، ولا توارى منه سماء سماء ، ولا أرض أرضاً ، ولا بحر إلا يعلم ما في قعره ، ولا جبل إلا يعلم ما في وعره ، اجعل خير عمري آخره ، وخير عملي خواتمه ، وخير أيامي يوماً ألقاك فيه . فوكل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأعرابي رجلا ، فقال : إذا فرغ من صلاته فأتني به فلما قضى صلاته أتاه به ، وقد كان أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب من بعض المعادن ، فلما أتى الأعرابي وهب له الذهب ، وقال : ممن أنت يا أعرابي ؟ قال : من بني عامر بن صعصعة ، فقال : هل تدري لم وهبت لك هذا الذهب . قال : للرحم التي بيننا وبينك يا رسول الله . قال صلى الله عليه وسلم : إن للرحم حقاً ولكن وهبت لك الذهب لحسن ثنائك على الله عز وجل . اهـ انظر ذلك الكتاب ج ١ ص ٤٦٢ ، او في بعد الدار ص ٦٤٣ . ووجدت هذا الدعاء ايضا او ما مثاله في مفرج الكروب ومفرح القلوب للشيخ يوسف النبهاني ص ٤٩ في تخربج ما ورد في الحصن الاول . اهـ