بعزك قدري يا معز معزز # مذل فكن للظالمين مذللا
خاصية هذا البيت لقضاء الحوائج و دفع الهموم و المصائب و كف أيادي الظلمة و المتمردين و من فراه الف و خمسمائة قديت حاجته و تيسرت أسبابه من جميع المطالب حيث كانت ومن قراه ثلاثة ءالاف مرة مدة ثلاثة أيام و تلى الدعوة المستجابة عقب كل الف مرة و نوى ما أراد من هلاك عدوه و غيره فان الله يكفيه ما أهمه من الأعداء و يؤمنه من الظلمة و المتمردين و تحصل له الرفعة و الهيبة في قلوب الخلائق ومن كان له مال عند إنسان وهو يطالبه بدفعه و أراد ان يسهل الله عليه قبضه فليكثر من تلاوة البيت عقب الصلوات و في دخوله الى منزله و خروجه منه فانه يأتيه و يدفع له ما كان يطالبه به من غير تعب ولا شقاء بإذن الله ، ومن أراد ان يجل الله قدره ويرفعه على أبناء جنسه فليكثر من تلاوة البيت بعد ثلث اليل الأخير و يلح في ذلك فان الله يعز قدره و يرفعه على أبناء جنسه و تلاوته صباحا ومساء فانه يعز الذليل ويذل الظالمين و قمعه ، ومن أراد تدمير الظالم و قمعه فليكتب خاتمه في ورقة و تكتب معه البيت سبع مراة و يدور بالكتابة مائة (ميم) ثم يدور بالميم مائتي (ذال) ثم يدور بالمائتين ثلاثمائة (لام) ثم يكتب اسم الشخص و اسم امه حروفا مقطعة ويدورهم بالجميع تكرر كل حرف سبعة عشر مرة ، تكتب حوله اللهم يا مذل أذل فلان كما ذللت أصحاب السبت و افضحه اللهم كما فضحتهم ، اللهم يا قاهر اقهره و سلط عليه أذى خلقك ، اللهم يا وكيل وكل بهلاكه شياطين الجن و الإنس ، اللهم يا قوي يا قادر عليه خده اخد عزيز مقتدر ، اللهم فصل مفاصله كما فصلت آيات كتابك ، اللهم ابتليه بعلة شديدة تسقى بها عروقه ، اللهم غرق سفينته ، اللهم دمره ، اللهم اهلكه ، اللهم ابتليه ببلاء لا قبل له به ، اللهم اجعله في سفينة الهلاك و لا تجعله في سفينة النجاة ، اللهم أغلل يده ، اللهم اشدد على قلبه ، اللهم اطمس على بصره ، اللهم صم أدنيه ، اللهم اجعل من بين يديه ومن خلفه سدا ، اللهم اجعل هلاكه بيده ، يخربون بيوتهم بأيديهم و أيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار ، فأرسلنا عليهم الطوفان و الجراد و القمل و الضفادع و الدم ءايات مفصلات ، اللهم كما فصلت المفاصل و فصلت ءايات كتابك العزيز فصل مفاصله يا رب العالمين فانه تعدى علي و ظلمني و انت اعلم بذلك مني و انت علام الغيوب لا اله إلا انت هذا حالي بين يديك و هذه مسالتي رفعتها اليك فاقضي حاجتي يا رب في فلان فلا احد يكشف ما بي إلا انت يا ارحم الراحمين ، فاذا فرقت الكتابة اتل عليه الدعوة المستجابة عشر مراة ثم تذهب بالكتاب مطويا إلى نهر جاري و انت تتلو البيت إلى ان تقف به على شاطئه ثم تقول هذا كتاب من العبد الذليل إلى المولى الجليل رب اني مسني الضر و انت ارحم الراحمين ثم تقدفه في النهر و انت تتلو البيت و لا تذهب حتى ينقطع عنك اثره ثم ترجع وانت تتلو البيت و لا تفتر عن تلاوته ، فان من ظلمك يهلك و اتق الله ما استطعت ، و من ابتلي بكسر القلب و ذل النفس فليكتب الخاتم في ءانية جديدة ثم ينجمه ثلاثة أيام و يدعو عليه الدعاء المستجاب كل ليلة ثلاثا ، فاذا كان اليوم الثالث و صلى الفجر يتلو البيت الف مرة ثم يشربه و يصلي الصبح ثم يفعل ذلك ثلاث مراة كل مرة ينجمه ثلاثا و يدعو بالدعاء المستجاب كل ليلة ثلاثا فان الله سبحانه و تعالى يجبر كسره و يزيل ذل نفسه في اقرب وقت بمنه وكرمه و ما ذلك على الله بعزيز إنما أمره اذا أراد شيئا ان يقول له كن فيكون ، فاعرف قدر ما صار اليك ، و هذا صفة الخاتم المشار اليه سابقا
سمعت دعائي يا سميع فكن اذا # بصيرا بحالي راحما متقبلا
ان في تلاوة هذا البيت قبول الدعاء و رحمة من الله و من خلقه ، فمن واضب عليها أي البيت كان له ذلك و اذا تلاه الخائف امن و ان جعلها المذنب وردا صباحا و مساء يرحمه الله و يقبل تضرعه و يفرج كربه و من كان تحت الأقفال في السجن فليتله و يداوم على تلاوته ليلا و نهارا بقلب مخلص و نية صادقة فان الله يخلصه مما هو فيه و يجعل له من أمره فرجا ، و من كان في دين لاحد و أراد الخلاص منه على خير فليثل البيت دبر كل صلاة الف مرة و ينوي بها خلاصه من الدين و يتضرع إلى الله يخلصه مما هو فيه ومن كان له وردا و دعاء و رءاه لا يقبل أو سال حاجتا و رءاها لا تقبل له فليثل البيت دبر دعائه الذي لا معصية فيه الف مرة ثم يواظب ذلك أياما فان دعائه يقبل و حاجته تقضى ببركة أسماء الله تعالى ، ومن أراد ان يحفظه الله في نومه و قراره و أسفاره فليكثر من قراءته دبر كل صلوات و يدوم على ذلك عند النوم و في السفر فان الله يحفظه من الهامة و السامة و الطوارق ما دام واثقا بعرف هذا البيت و يعاهد تلاوة الدعاء المستجاب يحفظ ان شاء الله ، و من كتب خاتمه و سقاه لصاحب الغمة و ضيق النفس يزول ذلك عنه بعد ان تقرا الدعاء ثالثا و يشربه صاحب الغمة و الضيقة اذا أخدته لكن يشربه قبل ان تخاده ، يدوم على ذلك في الفصل الذي تخاده فيه و يكتر من تلاوة البيت يزول ذلك عنه بإذن الله ، و ان قرء البيت على من به مرد أو وباء اذهبه الله عنه ، و ان كتب الخاتم و كتب حوله ستين (سينا) و ستين (صادا) ثم يتلو عليه الدعاء المستجاب و تضعه على كفك و ترفعه نحو السماء و انت تتلو البيت ما تيسر دبر الصلوات ثم تسأل حاجتك التي لا معصية فيها ، تقضى ان شاء الله و فيها أسرار خفية لا تخفى عن ذوي الألباب و الله الموفق للصواب و هذا صفة الخاتم المذكور سابقا
إلى حكم أشك و ظلامة معتد # هو العدل كما اردى ظلوما وعجلا
خاصية هذا البيت لدفع ضرر الظالم وهلاكه ، وهو انك اذا أصابتك شدة أو نكبة من احد و كنت تعلم انك على الحق و غيرك على الباطل فاهرب منه إلى الله و اصبر فان لم تستطع الصبر و أردت هلاكه فاكتب الخاتم كما هو و اتل عليه الدعاء المستجاب و اكتب اسم الغريم و اسم امه مع الخاتم فاذا كان اليل و صليت العشاء قم و توضأ و صل ركعتين الأولى بالفاتحة والفيل والثانية بالفاتحة وتبت يدا ، والخاتم يكون مما يلي القبلة قبالة وجهك فاذا سجدت السجد من الركعة الأولى اقرأ البيت الف مرة ثم قم و انت في بالركعة الثانية فاذا سجدت السجدة الثانية اقرأ البيت أيضا في سجودك الف مرة ثم ترفع راسك و تشهد و سلم ثم ابسط يديك جميعا و قل اللهم انك تعلم ما في القلوب و انت علام الغيوب اللهم انك لا يخفى عليك شيء في الأرض و لا في السماء و ما بين ذلك و ما من شيء إلا عندك علمه و ان قلوب الخلائق بين أصبعين من أصابعك تقلبها كيف شئت ، اللهم ان فلان ابن فلانة يعدى علي بغير حق اللهم اني حاكمته اليك لتحكم فيه بحكمك الذي لا مرد له إلا انت ثم تتلو البيت الفا مائة مرة و تضرع إلى الله و تمرغ وجهك على الأرض مذلة و استكانة حتى يقشعر بدنك وتسيل دموعك فاعلم ان الحاجة قد قديت لك ، فان لم يكن في الليلة الأولى ففي الثانية أو الثالثة إلى ان تسيل دموعك و يقشعر بدنك و تفعل في كل ليلة ما فعلت في الليلة الأولى فان الظالم يهلك لوقته و الله الموفق ، و من أراد ان يقطع عنه ضرر ظالم دون هلاكه فليواظب على تلاوته دبر الصلوات أياما فان الله يقلل و يقطع عنه ضرره و يقمعه و يذله لكن يقلل من الدعاء لائلا يهلكه الغريم و فيها هلاك جميع الظلام أينما كانوا إلا ان هذا البيت لا يتعلق إلا بالمهالك ، بخ بخ لمن عرف قدرها و صانها عن السفهاء فلما كان اكثر تصاريف هذا البيت الهلاك انتصرنا و الذي دكرنا فيه يكفيه و هذا صفة الخاتم المذكور كما ترى
لطيف بحالي راحم لشكايتي # خبير بضعفي ان تضيقت حللا
خاصية هذا البيت اللطف بحال المرء و تسهيل الأمر العسير و جلب الرزق ، من قراه الفا و أربعين مرة أياما وسع الله عليه ما ضايقه و كان ملطوف به في جميع أموره و من كان في يد شخص يؤديه و أراد ان يصلح الله حاله و ينتهي عما هو فيه فليكثر من دكر البيت يكون له ذلك بإذن الله ، و من أراد ان تدركه عناية الله و يكسى ثوب الوقاية و الستر في الحضر و السفر ويقلده بسيف نصره و يتوجه بتاج عزه و يسربله بسرابيل العظمة ، و يمده الله بدقيقة من دقائق اسمه اللطيف الذي تكرم به على عباده ، فمن أراد ذلك فليدم على طهارة البدن و الثياب ثم الوضوء و سبغه هذا أول العمل ثم يصوم ثلاثة أيام في حالت البداية و يستخلص لنفسه خلوة بعيدة عن الناس يكون بابها ضيقا غير مصوت ثم يدخلها يوم الخميس أو الجمعة أو الاثنين بشرط ان يكون أول يوم من الشهر من الأيام الثلاثة السابقة بشرط ان يصلي فيه الفجر من أول يوم و انت صائم ثم تأنس نفسك بالرياضة حتى تتريض لكن بشرط ان لا تدخل إلى الخلوة و قلبك مشغول بغير الله و لا تدخلها حتى تتجرد من ثيابك عند الاشتغال ثم تدخلها برياضة تامة و تأخذ في العمل و تبتدئ و تسمي الله تعالى و تتلو البيت من أول النهار إلى أخره لا يبطلك عنه إلا فرض من الفرائد أو اكل ، بعد الثلاثة أو حالة البشر في هذه الثلاثة لا غير ، فان كانت لك حاجة ماعدا هذه الثلاثة حوائج و خرجت لها و عمرت بها قلبك بطل عملك ، وكان عليك إعادة العمل من أوله ، ثم انك لا تفتر عن دكر البيت إلى ان يرخي اليل سدوله فاذا صليت العشاء الأخير تتلو البيت مائة مرة و الدعاء المستجاب ثلاثة مراة عقب المائة و تنام ، تفعل ذلك إلى تمام سبعة أيام و تحضر كال الحضر ان تكلم أحدا بكلام دنيوي أو اخروي فان ذلك مما يفسد العمل ، و التلاوة دائما كما تقدم و الدعاء المستجاب عقب المائة بعد صلاة العشاء ثلاثا ثم تنام و كذلك تفعل إلى تمام السبعة أيام فان الله يعطي لفاعل ذلك كلما ذكرته سابقا لكن تحضر من الشيطان الرجيم في الخلوة ، فانه غيور و حسود لئلا يفسد عليك ما انت فيه فلا تشتغل به و لا بشيء من التخيلات و الله الهادي لمن يشاء ، و من أصابه هم و أحزان فليثل البيت دبر كل صلاة خمسمائة مرة فان الله يذهب همه و حزنه في اقرب وقت و يكون ملطوف به في جميع أحواله و الدعاء المستجاب في ذلك على قدر الطاقة ، وان اكثر من تلاوته المبتلى بالمعاصي من كبائر و صغائر فان الله يلطف به و ينقده من جميع ذلك بشرط ان يصد نفسه عن ذلك قليلا قليلا و يعترف بدنبه لله فاذا فعل ذلك سهل الله عليه الخلاص ان شاء الله ، و هذا الوجه احسن لمن كان له عقل وبصيرة ، و فيها وجه اخر لحل المعقود و جعلوا له الحل و الأجل عاما كاملا لكن تجوز عليه الفصول الأربعة ليتداوا في محل فصل من الفصول الأربعة فلا بد ان ينفعه فصل من الفصول فان جاوز العام ولم يتداو تطلق عنه شرعا و قلما يقع ذلك و قد اخترنا هذه الفائدة للمعترض فاذا وضع ذلك فاكتب الخاتم في ءانية و اتل عليه الدعاء المستجاب ثلاثة مراة و اشربه على الريق ثم اتل البيت الف مرة و مرة ، لا تزيد ولا تنقص دبر كل صلاة إلى ثلاثة أيام و تفطر على الخاتم فانك تحس بالخفة في نفسك دون الثلاثة أيام ان شاء الله تعالى ، فاذا كان ثالث يوم اجعل كذلك إلى اخر النهار فان عقدك يزول بإذن الله و تطأ اهلك و يزول عنك ما أحزنك ، و اذا اكثر من تلاوة البيت صاحب الشقيقة و اللطمة يفرج الله كربته ، و ان كتبت خاتمها في ءانية و تلوت عليه الدعاء المستجاب و تسقيه لمن به لقوة و دهن به بطنه و الموضع الذي يشتكي بوجعه من البطن و السرة و غيرهما برئ ، و ان كتبته في ءانية جديدة و تلوت عليه الدعاء ثم محيته بزيت بنفسج و دهنت به الحمرة تعافى و كذلك اذا دهنت به الدماميل و الحزاز و زد معه قوله تعالى ؛ (ويسالونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيدرها فاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا امتا) و كذلك للغمة اذا كتبته و شربته و تلوت البيت ودمت على تلاوته تذهب عنك ، و ان كتبه صاحب الصداع و علقه عليه و كتب معه قوله تعالى (ان يشأ يسكن الرياح ، و له ما سكن في اليل و النهار و هو السميع العليم ، الم ترالى ربك كيف مد الظل و لو شاء لجعله ساكنا) و في هذا البيت عدة خواص عديدة و عجيبة قد اقتصرنا عليها خوفا من الإطالة ، و هذا صفة الخاتم ان شاء الله تعالى و هو الموفق للصواب و اليه المرجع و المآب
ولا زلت اهفو والحليم مستر # ورب عظيم العفو ان زغت امهلا
خاصية هذا البيت للستر عن أعين الناس والأعداء ، فمن كان في برية و خاف على نفسه من الأسود أو اللصوص أو غير ذلك فليكثر من تلاوته إلى ان يجوز مراحل الخوف فانه ينجو من كل ما يخافه و يحجبه الله عن أعين من أراده بسوء أو نصب له مكيدة ، و من أراد السفر و خشي على نفسه وأهله و داره أو سلعته فليكتب البيت في حرز و يجعله في رتاجه مع الخاتم ثم يتلو عليه الدعاء المستجاب و يجعله في الرتاج و يسافر فادا خرج يقول ؛ للهم انت وكيلي و خليفتي في الحضر و السفر اللهم انت وكيلي في حريمي من بعدي اللهم انه وديعة مني اليك فاقبل وديعتي يا من لا تضيع لديه الودائع يا الله ، و ان كتبت على جدران الدار قوله تعالى (ان الذي فرض عليك القرءان لرادك الى معاد) فانه يرجع سالما بإذن الله ، و من أراد الستر عن أعين الناس اذا ابتلي بالمعاصي و طلب ذلك فليثل البيت بعد صلاة الجمعة الف مرة بإذن الله يستره و ان دام على تلاوته في كل جمعة بغضه الله في تلك المعصية و عصمه منها و المطلوب التستر لقوله عليه السلام ؛ اذا ابتلي أحدكم فليستتر ، و فيه لتاليه ستر حصين و عفو دائم لا انفكاك له ، و هذا صفة الخاتم كما ترى و الله الموفق للصواب
غفور اقل و اغفر ذنوبي وعثرتي # شكور فوال الشكر قلبي المغفلا
خاصية هذا البيت يدفع عن تاليه جميع الآلام و من به ديق النفس ، تكتب الخاتم و تتلو عليه الدعاء ثلاثا ثم تمحيه بماء المطر و يشرب منه يبرا من جميع ذلك و من تلاه ثلاثمائة مرة بعد صلاة العشاء الأخيرة دبر له في كل امر كان مغيبا عنه و ان تلاه و دام على تلاوته من لم يقنع و نزعت القناعة من قلبه أو كان ضنينا بحاله أو خاف على نفسه الفقر فانه يزول عنه ذلك كله ومن كثر حسده للناس على ما أعطاهم الله من النعم ، فليكتب الخاتم في إناء جديد و يمحى بماء المطر يكون قريب العهد من الله ثم يشربه على الريق ثلاثا بعد تلاوة الدعاء و تلاوة البيت مائة مرة دبر كل صلاة و يسال الله ان يحفظه من ذلك لانه معصية عظيمة ، قال تعالى (ام يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فظله) ، و هذا صفة الخاتم ب الصفحة التالية ان شاء الله تعالى
واعلي مقامي يا علي فلم ازل # بكبرك قدري يا كريم مبجلا
خاصية هذا البيت للعلو و الارتفاع ، فمن أراد العلو و الارتفاع في الدنيا و الأخرة فليداوم على تلاوته بلا فثرة ، و من أراد التقرب إلى المراتب العالية و التمكين و الوجاهة و الاحترام و نفوذ القول فليكتب الخاتم بمسك و زعفران ثم يعلقه على عضضه الأيمن بعد ان تتلو عليه الدعاء المستجاب و تتلو البيت بعد صلاة الصبح إلى ان تطلع الشمس قدر ثلاثة اذرع و يدوم على ذلك أربعين يوما و لا ينوي في قلبه إلا الخير و لا يقول اذا أعطاه الله ما فعل كذا و كذا من أمور الشر فانه يخشى عليه ألا تقضى له حاجة لان الله مطلع على ما في قلبه فيضحضه ، ومن كانت له زوجة تهينه أو ولد أو جيران سوء و أراد ان يصلحوا معه و يدخلون تحت قوله و أمره و نهيه فليثل البيت دبر كل صلاة مائة مرة يكون له ذلك بإذن الله ، ومن سافر مع قوم أو عاشرهم أو ساكنهم أو اجتمع بهم في موطن من المواطن و كانوا لا يعرفون له قدرا فليكثر من تلاوة البيت فانهم يحترمونه و تحصل هيبته في قلوبهم ويكون الرئيس فيهم ، ومن أراد خطبة الزواج وتلا البيت ثلاثمائة الف مرة لم يرد خائبا وفي تلاوته خير الدنيا و الآخرة ، يرفع تاليه ويعزه ويعلى مقامه ، وخاتمه ما علق على شيء نفعه وها هو الخاتم كما ترى في الصفحة التالية والله الموفق للصواب كما يحبه ويرضاه وإياك الخطأ
حفيظ لروحي لا يؤدك حفظها # مقيتا فكن للقوت يا رب مرسلا
خاصية هذا البيت للحفظ من علقه عليه لو نام بين السباع و الحيات لم تضره و لم تلتفت اليه ، ومن تلاه عند لقاء العدو امن من شره و نالته منه بشاشة و من تلاه عند مكر الماكرين و غدر الغادرين و عناد المعاندين لم ينله من ذلك إلا الخير و كان ملحوظا محفوظا ، ومن جعله وردا صباحا و مساءا امن من طوارق الشر إلا طارقا يطرق بخير و حفظ في نومه و يقظته ، ومن دخل بجارية و خاف على نفسه من العقد فليكتبه ثلاثين مرة دائرا بالخاتم بمسك وزعفران وماء الورد ثم يتلو عليه الدعاء المستجاب ثلاث مراة و يعلقه عليه و ذلك قبل دخوله و يتلو البيت أيضا قبل دخوله خمسة ءالاف مرة ، ثم يدخل باهله فلا يناله مكروه بإذن الله ، ومن تلاه دبر كل صلاة ثلاثة ءالاف مرة أتته الدنيا يتصرف فيها كيف يشاء مع الأمن و السلامة و الخاتم ان كتب لمن به أرياح الجان نفعته ، وان علق على صبي حفظه الله من ام الصبيان ، و فيه خاصية عجيبة لمن ضاقة عليه معيشته و دام على تلاوته وسع الله عليه ، و هذا صفة الخاتم كما ترى في الصفحة التالية ان شاء الله
دمامك حسبي يا حسيب فامني # وانت جليل كن لقدري مجللا
خاصية هذا البيت للتوقي و الاحتماء ، فمن ابتلي بالهم أو خاب شيء من ابتلي بالهم أو خاف شيئا من مكر الناس ووقع له ضرر من جهة الأكل و الشرب أو الجماع أو غيره و لندكر في ذلك فوائد منقولة من قبل الخواص ، قال بنادق الحكيم
توق اذا ما شئت إدخال مطعم # على مطعم من قبل فضل الهواضم
و كل طعام يعجز السن قضمه # فلا تبتلعه فهو شر المطاعم
ولا تشربن على طعامك عاجلا # فتعود نفسا للبلا بزمائم
ولا تحبس الفضلات بعد اجتماعها # ولو كنت بين المرهقات الصوارم
ولاسيما عند المنام فرفضها # اذا ما أردت النوم الزم لازم
وجرد على النفس الدواء وشربه # وما ذاك إلا في نزول العظائم
ووفر على النفس الدماء فإنها # به صحة جسم وشد الدعائم
ولا تك في وطء الكواعب مسرفا # فإسرافنا في الوطء اقوى الهوادم
ففي وطئها داء ويكفيك انه # كمن يريق حياته في المراحم
وإياك إياك العجوز و وطئها # فما هي إلا قيل سم الأراقم
وكن مستحكا كل يومين مرة # وفي كل أسبوع عليك بقيئه
تكن أمنا من شر كل البلاغم # وحافظ على هذا النظام وداوم
فذلك أوصاك الحكيم البنادق # اخو الفضل والإحسان خير العجائم
انتهى نظم بنادق الحكيم لهارون الرشيد
من خواص البيت ان تلاوته تمنع العرض من الهتك و تحفظ من الهموم و المكاره ، فمن كان مهموما أو مغموما و أراد ان يزول عنه همه و غمه فليكتب الخاتم و يشربه على الريق ثلاثة أيام و يتلو البيت كل يوم ثلاثة ءالاف مرة إلى انقضاء الثلاثة أيام ، ومن أراد ان يحفظ زوجته فلا يقربها احد بخير و لا بشر فليكتب الخاتم و يكتب البيت معه مائة مرة في حرز و يتلو على الحرز الدعاء و يعلقه عليها فان الله يحفظها من جميع المكاره و قد جرب مرارا ، ومن خاف مكر الناس فليكثر من تلاوة البيت ، ومن وقع له ضرر من اكل أو شرب أو غيره فليكتب الخاتم بمسك و ماء ورد و زعفران و يمحوه بماء المطر و يشربه على الريق يعافى بإذن الله تعالى ، وهذا صفة الخاتم كما ترى
كريم العطايا رب اجزل عطيتي # رقيب على الأعداء يكفي اذا كلا
خاصية هذا البيت لتكثير القليل و ضحض حجة الظالمين و قطع اذاتيهم ، فمن كتب الخاتم في ساعة سعيدة و تلا عليه الدعاء المستجاب في لوح اكل و جعله في مخزونه فان البركة تنزل فيه بشرط ان لن لا يرفع إلا بالوضوء و الطهر من غير كيل و تقرا البيت مائة مرة عند الرفع ، و من كان له أعداء يسعون في مضرته و خاف ان تصل اليه مضرتهم فليكثر من تلاوة البيت فانهم لا يقدرون علية بشيء ، ومن جعله وردا صباحا و مساء كثر خيره و خير اهل بيته و كفاه ما أهمه من امر دنياه التي هي راس كل بلاء و يقوى فهمه ويكثر علمه ، و هذا صفة الخاتم
دعوت مجيبا أمنا متقبلا # كريم العطايا واسع الجود مجزلا
خاصية هذا البيت لإسراع الإجابة اذا دكر مع الدعاء تقبله الله واسرع الإجابة وخاصة اذا ذكر معه اسمه تعالى السريع ، ومن أراد ان تنعقد عنه السنة المعاندين ، ومن كان من شئنه الاشتغال بأعراض المسلمين فليواظب على ذكر البيت ، ومن أراد ان يوسع الله عليه ما أضاقه من هم و غم الرزق و كان في دين يضيق عليه صاحبه لأجل ان يخاده منه فالتل البيت بلا فترة إلا ان يرى وجه الفرج ، ومن أراد ان يرزقه الله القناعة التامة ويجزل عطاياه عليه و يجيب دعائه ويرحم تضرعه فليواظب على دكر البيت دبر كل صلاة من الصلوات يكون له ذلك ، وخاتمه اذا علق على من يشتكي من الجن أو تأذى من الناس نفعه غاية النفع ، وفي تلاوته سعة الصدر وجلب الحلال ودفع الحرام وإبقاء القناعة و دفع الكبر بإذن الله ، وهذا صفة الخاتم كما ترى
وانت حكيم يا الهي فعافني # ودود فكن للود في القلب منزلا
خاصية هذا البيت لبرء الأسقام و الأمراض وانزال الود في القلب ، فمن واضب على تلاوته صباحا و مساءا و كان مريضا زال مرضه و تفرج كربه ، ومن كان بينه وبين أصدقائه عداوة وتباغض في النفس فليثل البيت بعد صلاة الضحى كل يوم الف مرة و مائة يذهب الله العداوة التي بينهم و يلقي في قلوبهم المحبة والمودة ، و يتلو الدعاء عقب ذلك كل مرة ، ومن ابتلي بالمنكرات وفعل المحرمات وانتهاك المنهيات فليثل البيت دبر كل فعل يفعله على وضوء وطهارة ثلاثة ءالاف مرة ثم يعكس ذلك و يتل البيت اثر الصلوات الف مرة كذلك حتى يأخذ الله بيده ، ومن كتب الخاتم كما هو وقعت بينهما المحبة و المودة ، ومن كتبه للزوجين المختلفين في ساعة سعيدة و سقاه لهما نفعهما من حينها ، و هذا هو الخاتم في الصفحة التالية ان شاء الله
مجيد فمجد شكر دكري لدى الورى # ويا باعث ابعث جيش نصر مهرولا
خاصية هذا البيت لارتفاع الدكر بين الناس والنصر عليهم و التمكين و الوجاهة فمن كتب البيت على راية احدى عشرة مرة لم تزل منصورة و لم تهزم قط اذا انتشرت و ان كتبها الأمير مع الخاتم خمسة عشرة مرة في حرز وجعله في مقدمة راسه كان منصورا أينما سلك ولا يقدر على معارضته بوجه من الوجوه ، وان كتب الخاتم و البيت ثلاثا و جعل تحت جناح طائر الصيد فانه لا يخيب أبدا ما دام تحت جناحه ، وان كتب في رق نقي و علقه عليه مع تلاوة البيت كل يوم يزيل الله عنه شدته ويفرج كربته ، وان تلاه عند خروجه لسفره مرارا كان منصورا و رجع منصورا ، وان تلاه الأسير والمسجون دبر كل صلاة دبر الله أمره حتى لا يحتاج إلى تدبير و هذا صفة الخاتم كما ترى والله الموفق للصواب و السلام
شهيد على قوم بما كان منهم # فيا حق خد بالثأر منهم وعجلا
وانت وكيلي يا وكيل عليهم # وحسبي اذا كان القوي موكلا
خاصية هذين البيتين لمن أراد النقمة من عدوه فليتلهما كل يوم بلا فترة فان الله ينتقم منهم هذا إدا سلموا من الهلاك ، و فيهما شدة البطش و سرعة الانتقام فمن كان مظلوما فالكتر من تلاوتهما ينتصر ، و من خاف على نفسه أو داره أو زرعه أو بستانه أو شيء مما تملكه يمينه من المصائب أو الريح أو جليد أو صاعقة و نحوها فالكتر من تلاوة الأخيرة عند ذلك فان الله يصرف عنه ذلك من غير مضرة ولا فتنة مضلة و يفتح له أبواب الخير والرزق ، وما تلاه دو همة ضعيفة إلا وجد القوة ، ولا ذو جسم لطيف إلا كان له ذلك ، وان تلاه مظلوم و قصد هلاك ظالمه الفا و خمسين مرة نصره الله عليه و كفاه ما أهمه ، و الخاتم اذا علق على صاحب الخوف امن و انتصر و كان ملطوفا به و من الناس من يدكر البيتين مفترقين فلما رأيت البيت الأخير متصل بالأول وانهما أولى بالاتصال ، وهذا صفة الخاتم المبارك
متين فمتن قوتي وتولني # فمن يا ولي أولى لي منك بالولا
خاصية هذا البيت لمن كانت قوته ضعيفة فليتله دبر كل صلاة جمعة خمسة ءالاف مرة فان الله يعطيه القوة ، ومن كان عديم الراي والجواب مضيقا لنفسه في الأخذ في قلة تدبيرها فاليثل البيت كل يوم بعد الصلاة خمسمائة مرة فان الله يتولى أمره بنفسه ، وان كتب الخاتم ومحاه ومسح به الجسم الضعيف خصب لحمه ورجعت له القوة ، ومن دخل المعترك و خشي على نفسه من الغلبة فليتل البيت و يكثر من تلاوته ، فانه ينحل من عقده ، ومن أراد القوة الدائمة فليكتب الخاتم و ليكتب حوله البيت مائة مرة مع البسملة و التصلية على النبي عليه السلام و هذا صفة الخاتم
حمدت حميدا لم يزل متفضلا # ومحصي لمن عادى مبيدا مخدلا
خاصية هذا البيت لتكثير الرزق وسبغ النعم وتكثير القليل بإذن الله ، فمن واضب على قراءته كثر خيره وبورك في رزقه وتضاعف ما في يده ، وفي تلاوته اخد للأعداء ، فمن تلاه عند الفجر الف مرة يداوم عليه كل فجر نال ما هو له و سأله وقبوله وكبت أعداؤه أينما كانوا وخاتمه اذا كتبه المعتل الذي لم ينقطع عطشه وشربه انقطع عنه لوقته ومن علقه عليه هابه أعداؤه وفيه قبول عظيم والله الموفق ، وهذا صفة الخاتم
بدأت بجود منك يا واسع العطى # وانت معيد كل ما فات أو خلا
خاصية هذا البيت من ضاعت له ضالة وأراد جمعها عليه فليكتب الخاتم في رق ويضعه تحت حجر ثقيل في الموضع الذي ينام فيه و يكتب اسمه و اسم امه مع الخاتم و ستل عليه الدعوة في كل يوم مرة والبيت الف مرة دبر كل صلاة فانه يجمع شمله بضالته عن قريب وترجع حتما مقضيا و تسد عليه المسالك حتى يرجع ، ومن أراد ان يقوم على امر لا يعلمه و خشي انلا يتم له و حار في أمره و أراد ان يعينه الله ويعلمه إياه فليثل البيت خمسة ءالاف مرة يكون له ذلك ان شاء الله ، ومن كان ذا مال وافتقر فليواظب على تلاوته أياما فان الله يرد ما خرج من يده ، وان كتب الخاتم صاحب التليفة ترجع اليه بحول الله وقوته ، وهذا صفة الخاتم كما ترى والسلام
ومحيي فوسع لي حياة نقية # مميت فعجل موت خصمي منكلا
خاصية هذا البيت من واضب عليه طالت حياته وطابت في كل شيء ولا يموت حتى لا يبقا من أعدائه على وجه الأرض احد ، والمداوم عليه تقر عينه و يفرح قلبه و ينجلي حزنه ومن كان في سفره ولحقته شدائد من تعب و نصب وجوع وعطش أو شيء مخوف فليدم على تلاوته في كل نزول وصعود جبل وكل مرحلة بحيث انه لا يفتر عن دكره وكل من ادركته ممن كان يداوم على تلاوته كان قليل الأعداء ولا يقدر عليه احد بشيء ، وخاتمه يكتب لمن ماتت نفسه من متعة الحلال وهجر فراشه ، في ءانية ويمحى بماء المطر ويشربه على الريق سبعة أيام ويداوم في السبعة أيام على التلاوة فانه يرى في نفسه ما كان يراه في حال الشباب وتقاد له أيام الهناء ، ومن أراد النكال الأكبر بعدوه فليثل البيت قبل صلاة العشاء الف مرة وبعدها الف مرة فانه يؤخذ عاجلا ، وهذا صفة الخاتم
ويا حي اذهب موت قلبي فلم ازل # بدكرك ياقيوم ما دمت موصلا
خاصية هذا البيت لمن مات قلبه عن طاعة ربه و ترك أوامره وفعل منهياته وعاد قلبه يميل للشهوات دون الطاعات فليكتب الخاتم في صحن صيني في ساعة سعيدة و تمحيه بماء نيسان ويشرب على الريق سبعة أيام ويداوم على تلاوة البيت فان نفسه تنقاد له وقلبه ومفاصله كلها حتى تعود طاعة الله احب اليه من كل شيء غير الله ، ومن واضب على البيت دامت حياته ، ومن قراه حين يعود إلى بيته فانه يامن من تعريض العارضين ، وان قراه البليد ستة عشر الفا في مكان خالي من الناس فانه يامن من عوارض النسيان وينور قلبه ويتقوى حفظه ، ومن يحيي قلبه فليقرا كل يوم (يا حي يا قيوم لا اله إلا انت) أربعين مرة فانه لا يموت قلبه ابدا ، ومن كتب الخاتم وعلقه على دابة و غيرها وكانت لا تقبل التعليم تعلمت وانقادت لما تامرها به بإذن الله تعالى
واعلم اني لم اذكر هذه الفوائد إلا لأمور منها ان العبد اذا ظلمه احد يصبر ولا يتعجل على ظالمه و يعفو لان الله عفو و يحب العفو ، فلما فرغت من تسويد هذه النسخة استخرت الله تلك الليلة في اي دعاء اجعله لها ، لأني اليت على نفسي ان لا اقدم على امر متى استخرت الله فيه و هل اجعله منظوما أو منثورا و كنت مهتما غاية الاهتمام ، كما اهتممت بفراق أمير المؤمنين و ذلك قبل تنقيحي فلما أتاني نعيه ، تركته بلا تكميل وحزنت عليه غاية الحزن لأنه كان عادلا منصفا محبا لأهل الله ، فلما كان بعض أيام رأيت بعض بنيه فسألني عنه فأخبرته بما وقع فقال لي لا بد من تكميله ، فكملت المسودة ، ثم استخرت الله في أي دعاء اجعله لها كما تقدم ، فلما كان ليلة الاثنين قمت بعد الاستخارة التامة فرأيت كأني تائه في فلاة من الأرض ، وأنا أسير من مكان إلى مكان و لم أرى أحدا استأنس به حتى آيست و كثرت الوحشة في قلبي ، فلما كان بعد ساعة اذ سمعت تقعقع الألجم و حوافر الخيل فالتفت إلى خلفي فادا أنا برجلين راكبين على فرسين أبيضين و عليهما تياب خضراء ، فأمعنت النظر فيهما فاذا بالأول أمير المؤمنين والثاني لم اعرفه فسلمت عليه فرض علي السلام ، و كانه ما زال بالحياة ، فقلت له إلى أين يا أمير المؤمنين فقال لي إلى حصن بني فلان و انت مالي أراك راحلا ، فقلت يا أمير المؤمنين ، كما تراني تعبت من طول السفر فالتفت للذي خلفه و قال له يا عبد الله اردف خلفك أخي هذا فاخد بيدي واردفني خلفه ، ثم سرنا شوطا إلى ان قدمنا على الحصن المذكور فادا به مغلق والناس مصطفون على أسواره بالحراب و الدروع ، فقلت ما اسم هذا الحصن فقال لي الرجل الذي مع مولانا ، ليس له اسم ، ونحن نسميه ؛ عطية العاطي ؛ فقلت ومن هؤلاء الذين على الأسوار فقالا لي هم خدامه و المتوكلون بحفضه فقلت لهما أمروهم ان يفتحوا لنا حتى ندخل فقالا لي لا يفتح إلا بمفتاحه فقلت واي مفتاح ، فقالا لي المرزوقية ، قلت وعند من المفاتيح ، قالا لي ما عندك شيء من المفاتيح ، قلت لا والله ، برجل لم اعرفه تفدم إلى الباب ورمى بيده عليه و قال رفعت أموري ، فانفتح الباب فتعجبت فقال لي اثبت على المفاتيح لان لا تضيع ، فدخلنا واذا باهله وخدامه وعساكره قدموا الينا و جعلوا يقبلون أقدامي و يقولون لي ؛ جزيت خيرا وكفيت شرا ، وكبت أعدائك ابشر فقد نلت مرادك ، فالتفت إلى أصحابي وقلت ما لهؤلاء ، فقالا لي انت سيدهم ، و هذا الحصن حصنك وانت بانيه فابشر و بشر كل من دخل حصنك ، ووقف عند ما امرت و نهيت ، فله مراده و مرغوبه ، فدخلناه فادا نحن ببستان عظيم و فيه شجرة عالية اصلها في الأرض و فرعها في السماء و هي تحمل أثمار مختلفات الألوان من كل صنف ، فقبت لأصحابي ما هذه الشجرة و ما هذه الفروع العاليات و الأثمار المختلفة الألوان فقالا لي ، اعلم ان من تمسك بهذه الشجرة نال كل مناه و من تمسك ببعض فروعها نال بعض المنى و من تمسك بها صباحا ومساء كفاه الله ما أهمه من امر اخرته ودنياه ، وجعل له من كل هم مخرجا وجنى ثمراتها كلها و من تمسك ببعض أغصانها نال مراده على قدر ما في ذلك الغصن من ثمار التي في يده و لا له مطمع في بقية الأغصان فاستيقظت من نومي فوجدت السراج يوقد وانا اذ ذاك بالمنزلة التي لمولانا جرد الله ضريحه بفاس المحروسة وقد اعدها للأضياف و الوفود ، و قيدت الرؤية بتمامها ، وأما ما فسرته هو ان الرجل الذي مع مولانا هو والله اعلم المتوكل بالاستخارة ، و الحصن الذي رأيت هو هذا التأليف الذي الفت و الرجال المصطفون على صوره هم خدام أسماء الله ، و اما قوله مفاتيحه ؛ المرزوقية ؛ لم افهمه إلا بعد سبعة أيام من علماء فاس و مراكش ، ثم دخلت إلى مدرسة أبي عنان بعد سبعة أيام لأصلي الظهر فوجدت رجلا صالحا عارفا بالله ، عارفا عالما ورعا ، يكاد العلم ينبع من أعضائه و كان عارفا بعلم تعبير الرؤى ، فقصصت عليه رؤياي فعبر لي مثل ما عبرت لنفسي ثم قال لي و هل تدري ما المفاتيح المرزوقية قلت لا ، فقال لي القصيدة المباركة التي نظم الشيخ العلامة الولي الصالح سيدي محمد بن مرزوق ، فنسختها و قال لي اجعلها دعاء ، ما الفت يا شيخ كما أشير لك في المنام ، ثم قلت اخبرني عن الرجال الذين خرجوا لي من الحصن و قالوا لي جزاك الله خيرا و قبلوا أقدامي ، فقال لي هم الذين ينتفعون بتأليفك و يدخلون في دائرته ، أما الشجرة فهي الأسماء الحسنى المنظومة للشيخ الدمياطي من تمسك بها نجى كما قيل لك و أما الفروع فأبياتها ، وأما الثوار فتصاريفها التي جعلت عليها فكل من تمسك بفرع نال ثمرته و لا يتمسك بها إلا من كانت له حاجة ، وأما عن اسم الحصن الذي هو عطية العاطي ، هذا ظاهر لما ارد تان تسمي كتابك فسمي لك بهذا الاسم و أنا اكمله لك مع قول القائل ، عطية العاطي في استخراج جواهر نظم الدمياطي ، فاجعل هذا الاسم له لما ظهر في الاستخارة ، ثم جعلت الدعوة المرزوقية المشار اليها تتصرف على الجميع و هي دعوة مستجابة نذكرها ان شاء الله اخر الكتاب ، و اعلم ان العديد من المشايخ الفوا في هذا النظم عدة تصانيف فمنهم إمام الحرمين ، وأبو المعالي الجويني الذي أجاد في تأليفه غاية الإجادة ، وأبي طالب المكي ، ونور الدين الدمياطي ، والجوزي ، وجلال الدين السيوطي ، والنسفي وغيرهم ، وكانوا يدعون بها في المهمات والمصائب والأحزان والشدائد والأهوال فرءوا المباركة عظيمة ، فجعل كل واحد يتبرك من نظمه ، رضي الله عنه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فنقول وعلى الله الاتكال ، الي اخير النسخة والحمد لله رب العالمين