وفي الدرة الخريدة شرح الياقوتة الفريدة ج ١ ص ١٤٧ ما نصه : ومنها اي ومن المكفرات الجرائم والذنوب والاوزار بمحض فضل الملك الغفار المسبعات العشر بفتح الموحدة ، اي العشرة الاشياء المسبعة ، اي كل واحد منها يتلي سبع مرات صبحا ، اي في الصباح قبل طلوع الشمس وفي المسا قصره للوزن ، اي قبل غروب الشمس ومن فاتته قراءتها في هذين الوقتين فليقرأها في كل وقت امكن وتيسر له ، قال تعالي : ﴿وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا﴾ ، وعن ابن عباس رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهما وعنا بهما آمين : ﴿من فاته من الليل عمل ادركه بالنهار او فاته بالنهار ادركه بالليل﴾ ، وقال رجل لعمر رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ وعنا به آمين : فاتتني الصلاة الليلة ؟ فقال : ادرك ما فاتك من ليلتك في نهارك فإن الله تعالي جعل الليل والنهار خلفة . اهـ وهي معلومة عند الخاص والعام ، ومن الاحزاب المعدة لدفع اهوال الدنيا والآخرة . وفي (جه) قال ابو عبد الله الخروبي الطرابلسي (بضم الموحدة ولام وتسكن اللام) هي من الاوراد العظيمة التي جرت عادة الصالحين والعباد بها يقرءونها ويضيفونها الي وظائفهم واورادهم قديما وحديثا غدوة وعشية ، ولم تزل الشيوخ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُم يأمرون اخوانهم واصحابهم بقراءتها ويحضونهم عليها ، وقد اسند حديثها ابو طالب المكي في القوت عن كرز بن وبرة قال : وكان من الابدال عن اخ له من اهل الشام عن ابراهيم التيمي عن الخضر عليه السلام عن النبي ﷺ . اهـ كلام الخروبي رحمه الله . ولنا فيها سند عال غير هذا وهو عن شيخنا وسندنا عن شيخه سيدي محمود الكردي عن الخضر عليه السلام مشافهة بالرواية المتقدمة هكذا اخذنا عن سَيِّدنَا وأجازنا فيها رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ ، وهذا السند لم يوجد الا من هذا الطريق . اهـ وفي (مح) قال العلماء من اهل الحقائق : ان في قراءتها بالغداة والعشي اسرارا نورانية للسالكين من اهل البدايات وانوارا ربانية للسالكين من اهل النهايات ، ومن استدام قراءتها فتح الله عليه ابواب الخيرات والزيادات وأطفأ عنه حرارة الشهوات الترابية ورزقه البركة في دينه ودنياه وآخرته ، ونور باطنه بأنوار السعادة وجمل ظاهره بأثار السيادة واغني فقره ويسر عسره وسهل اسبابه وكشف ضره وكفاه شر كل طاغ وباغ وحاسد وحرسه من شر الشيطان الرجيم وفيها اسم الله الاعظم وذاكرها لا يقع عليه بصر احد الا احبه ولا يسأل بها شيئا الا اعطاه ما سأله ، وفوائدها كثيرة واسرارها جليلة يعرفها اهل التفريد من الاصفياء ويشهدها اهل التجريد من الاولياء . اهـ
وفي الدرة الخريدة شرح الياقوتة الفريدة ج ٤ ص ١٦٦ ما نصه : ومن الاوراد التي يلقنها الخواص ايضا المسبعات بضم الميم وفتح موحدة مشددة قبل طلوع الشمس وغروبها راجع ما مر في فصل المكفرات . وفي (جه) ومن اوراده العظيمة المسبعات العشر المعلومة عند الخاصة والعامة وهي ﴿الفاتحة مع البسملة سبعا﴾ ، ثم ﴿قل اعوذ برب الناس مع البسملة سبعا﴾ ، ثم ﴿قل اعوذ برب الفلق مع البسملة سبعا﴾ ، ثم ﴿قل هو الله احد مع البسملة سبعا﴾ ، ثم ﴿قل يا ايها الكافرون مع البسلمة سبعا﴾ ، ثم ﴿اية الكرسي سبعا﴾ ، ثم ﴿سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم سبعا﴾ ، ثم ﴿اللهم صل علي سَيِّدنَا مُحَمَّد عبدك ونبيك ورسولك النبي الامي وعلي آله وصحبه وسلم تسليما سبعا﴾ ، ثم ﴿اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات سبعا﴾ ، ثم ﴿اللهم افعل بي وبهم عاجلا وآجلا في الدين والدنيا والآخرة ما انت له اهل ولا تفعل بنا وبهم يا مولانا ما نحن له اهل انك غفور حليم جواد كريم رؤف رحيم سبعا﴾ . اهـ
وفي الكنوز النوارنية من أدعية واوراد السادة القادرية ص ٣٣٢ ما نصه : واعلم أنَّ وردَ المسبعاتِ العشرِ هو من الأوراد المشتهرة بين السادة الصوفية ولا تكاد تخلو طريقة من الطرق من هذا الورد المبارك ، وكل المشايخ يوصون السالكين بهذا الورد العظيم المبارك لما فيه من الفضل والبركة ، وهذا الورد المبارك له كيفيتان اشتهرتا بين الصوفية ، الأولى تنسب للخضر ، والثانية للشيخ عبد القادر الجيلاني . أما الكيفية التي تنسب للشيخ عبد القادر الجيلاني فقد أوردها الشيخ إسماعيل القادري في كتابه الفيوضات الربانية في المآثر والأوراد القادرية ، وهو معروف ومشتهر عند الكثير من فروع القادرية في البلاد وهذه الكيفية هي : الـفـاتحـة (سبعاً) ، آية الكـرسي (سبعاً) ، ألم نشـرح (سبعاً) ، الـقـدر (سبعاً) ، الكـافـرون (سبعاً) ، النصـر (سبعاً) ، المسـد (سبعاً) ، الإخــلاص (سبعاً) ، الفلــق (سبعاً) ، الـنـــاس (سبعاً) ، ويضاف إليها اســم الجـــلالة (الفا) . وهذا الورد هو مِنْ أوراد الطريقة القادرية ينبغي على المريد أنْ يحافظ عليها دوماً ، ووقت قراءتها يكون بعد المغرب ، وأن تعسر ففي أي وقت آخر . وأما الكيفية التي تنسب للخضر فهي كيفية مشتهرة عند الكثير من الصوفية في مشارق الأرض ومغاربها ، وبعد البحث والتدقيق وجدت أنَّ الإمام الغزالي أوردها في كتابه الإحياء في المجلد الأول في كتاب ترتيب الأوراد وتفصيل إحياء الليل ص ٢٣٣ ، وأوردها أبو طالب المكي في كتابه قوت القلوب في المجلد الأول في فصل ما يستحب من الذكر ص ١٧ . وهذه هي الرواية التي أورداها رضي الله عنهما : فقد روي ذلك سعيد بن سعيد عن أبي طيبة عن كرز بن وبرة رحمه الله وكان من الأبدال قال : أتاني أخٌ لي منْ أهل الشام فأهدى لي هديةً ، وقال يا كرز اقبل مني هذه الهدية فإنها نعمت الهدية ، فقلت يا أخي ومن أهدى لك هذه الهدية قال : أعطانيها إبراهيم التيمي ، قلت أفلم تسأل إبراهيم من أعطاه إياها ، قال : بلى! قال : كنت جالساً في فناء الكعبة وأنا في التهليل والتسبيح والتحميد والتمجيد ، فجاءني رجلٌ فسلم عليَّ وجلس عن يميني فلم أرَ في زماني أحسن منه وجهاً ولا أحسن منه ثياباً ولا أشدَّ بياضاً ولا أطيب ريحاً منه ، فقلت : يا عبد الله من أنت؟ ومن أين جئت ؟ فقال أنا الخضر! فقلت : في أي شيء جئتني ؟ فقال : جئتك للسلام عليك وحباً لك في الله ، وعندي هدية أريدُ أن أهديها لك ، فقلت : ما هي ؟ قال : أن تقول قبل طلوع الشمس وقبل انبساطها على الأرض ، وقبل الغروب : سورة الحمد وقل أعوذ برب الناس وقل أعوذ برب الفلق وقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون وآية الكرسي كل واحدة (سبع مرات) ، وتقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر (سبعاً) ، وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم (سبعاً) ، وتستغفر لنفسك ولوالديك والمؤمنين وللمؤمنات (سبعاً) ، وتقول : اللَّهُمَّ افعل بي وبهم عاجلاً وآجلاً في الدين والدنيا والآخرة ما أنت له أهلٌ ولا تفعل بنا يا مولانا ما نحن له أهلٌ إنك غفور حليم جواد كريم رءوف رحيم (سبع مرات) ، وانظر أنْ لا تدع ذلك غدوةً وعشيةً ، فقلت : أحب أن تخبرني من أعطاك هذه العطية العظيمة؟ فقال : أعطانيها محمد صلى الله عليه وسلم ، فقلت أخبرني بثواب ذلك؟ فقال : إذا لقيت محمداً صلى الله عليه وسلم فاسأله عن ثوابه فإنه يخبرك بذلك ، فذكر إبراهيم التيمي أنه رأى ذات يوم في منامه كأن الملائكة جاءته فاحتملته حتى أدخلوه الجنة فرأى ما فيها ووصف أموراً عظيمةً مما رآه في الجنة ، قال : فسألت الملائكة فقلت : لمن هذا ؟ فقالوا : للذي يعمل مثل عملك ، وذكر أنه أكل من ثمرها وسقوه من شرابها ، قال : فأتاني النبي ومعه سبعون نبياً وسبعون صفاً من الملائكة كل صفٍ مثل ما بين المشرق والمغرب ، فسلم عليَّ وأخذ بيدي ، فقلت : يا رسول الله الخضر أخبرني أنه سمع منك هذا الحديث! فقال : صدق الخضر وكل ما يحكيه فهو حق ، وهو عالم أهل الأرض ، وهو رئيس الأبدال ، وهو من جنود الله تعالى في الأرض ، فقلت : يا رسول الله فمن فعل هذا أو عمله ولم يرَ مثل الذي رأيت في منامي هل يعطى شيئاً مما أعطيته ؟ فقال : والذي بعثني بالحق نبياً إنه لَيُعْطَى العامل بهذا وإن لم يرني ولم يرَ الجنةَ ، إنه ليغفر له جميع الكبائر التي عملها ويرفع الله تعالى عنه غضبه ومقته ويأمر صاحب الشمال أنْ لا يكتب عليه خطيئةً من السيئاتِ إلى سنة والذي بعثني بالحق نبياً ما يعمل بهذا إلا منْ خلقهُ الله سعيداً ولا يتركه إلا من خلقه الله شقياً . وكيفية الخضر هي : الـفـاتحـة (سبعاً) ، آية الكـرسي (سبعاً) ، الكـافـرون (سبعاً) ، الإخــلاص (سبعاً) ، الفلــق (سبعاً) ، الـنـــاس (سبعاً) ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ (سبعاً) ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (سبعاً) ، رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ (سبعاً) ، اللَّهُمَّ افْعَلْ بِي وَبِهِمْ عَاجِلَاً وَآجِلاً فِي الدِّينِ وَالدُّنْيا وَالْآخِرَةِ مَا أَنْتَ لَهُ أَهْلٌ وَلَا تَفْعَلْ بِنَا يَا مَوْلَانَا مَا نَحْنُ لَهُ أَهْلٌ إِنَّكَ غَفُورٌ حَلِيمٌ جَوَادُ كَرِيمٌ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (سبعاً) . واعلم أنَّ هذه المسبعات كما ورد عن أهل الله أنها تنفي الحقد والحسد والغلَّ من القلب ، ومن أسرع الأبواب التي تهيئك للتلقي من الخضر ، ووقت قراءتها يكون بعد صلاة الصبح إلى وقت الشروق مرة ، وقبل الغروب مرة ، ومن الممكن قراءتها بعد صلاة المغرب . اهـ
وفي الاسرار الربانية والفيوضات الرحمانية علي الصلوات الدرديرية ص ٤ ما نصه : المسبعات العشر أي العشرة أشياء المسبعة تروى عن الخضر عليه السلام فإنه أهداها إلى أبى موسى إبراهيم بن زيد التيمي ووصاه أن يقولها قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ، وقال أعطانيها محمد صلى الله عليه وسلم كذا في الإحياء وذكر فيه أيضا أن التيمي رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن ذلك فقال صدق الخضر ، وسأله عن ثوابها فقال : يغفر له جميع الكبائر التي عملها ويرفع الله سبحانه وتعالى عنه غضبه و مقته ويؤمر صاحب الشمال أن لا يكتب شيئا من السيئات إلى سنة والذي بعثني بالحق نبيا لا يعمل بهذا إلا من خلقه الله سعيداً و لا يتركه إلا من خلقه الله شقياً ، والخضر بفتح الخاء المعجمة وكسر الضاد المعجمة ويجوز إسكان الضاد مع كسر الخاء أو فتحها و إنما سمي به لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من تحته خضراء والفروة هي وجه الأرض وكنيته أبو العباس واسمه بليا بموحدة مفتوحة ولام ساكنة ومثناة تحتية ابن ملكان بفتح الميم و إسكان اللام وبالكاف وسمعت من بعض العارفين من عرف اسمه واسم أبيه وكنيته دخل الجنة واختلف فيه قيل انه نبي وقيل انه ولي وعلى كل حال وهو يتعبد بشرع نبينا من يوم بعثه الله لقوله عليه الصلاة والسلام لو كان موسى حيا لما وسعه إلا إتباعي ولنزول عيسى في آخر الزمان ويعبد الله بشريعة نبينا قال شيخ مشايخنا السيد مصطفى البكري قال العلائي في تفسيره أن الياس والخضر عليهما السلام باقيان إلى يوم القيامة ، فالخضر يدور في البحار يهدى من ضل فيها والياس يدور في الجبال يهدى من ضل فيها هذا دأبهما في النهار وفي الليل يجتمعان عند سد يأجوج ومأجوج يحفظانه . وعن ابن عباس رضي الله عنهما يلتقي الخضر الياس في كل عام بمنى فيحلق كل رأس صاحبه ويفترقان عن هؤلاء الكلمات : ﴿بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله ، بسم الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله ، بسم الله ما شاء الله ما كان من نعمة فمن الله ، بسم الله ما شاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله﴾ ، فمن قال هذه الكلمات حين يصبح وحين يمسي أمن من الغرق والحرق والسرق والشيطان والحية والعقرب . وأخرج بن عساكر أن الخضر والياس يصومان شهر رمضان في بيت المقدس ويحجان في كل سنة ويشربان من ماء زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من قابل وذكر بعضهم أن الخضر ابن آدم من صلبه وقيل ابن حلقيا وقيل ابن قابيل بن آدم وقيل سبط هارون وهو ابن خالة اسكندر ذي القرنين ووزيره أعجب ما قيل انه من الملائكة والأصح أنه نبي وهو حي عند الجمهور لا يموت إلا آخر الزمان إذا ارتفع القرآن ويقتله الدجال ثم يحييه وإنما طالت حياته لأنه شرب من ماء الحياة وليكذب الدجال . اهـ من المناوى وعلى الجامع الصغير . وتروى عن سيدي محمد بن سليمان الجز ولي صاحب دلائل الخيرات وهو الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر ابن سليمان الجز ولي نسبة لجزولة قبيلة من البربر بالسوس الأقصى ولد رحمه الله تعالى بها وطلب العلم بمدينة فاس وبها ألف الدلائل وسبب ذلك انه حضره وقت صلاة فقام يتوضأ فلم يجد ما يخرج به الماء من البئر فبينما هو كذلك إذ نظرت إليه صبية من مكان عال فقالت له : من أنت فأخبرها فقالت : أنت الرجل الذي يثني عليك بالخير وتتحير فيما تخرج به الماء من البئر وبصقت في البئر ففاض ماؤها حتى ساح على وجه الأرض فقال الشيخ بعد أن فرغ من وضوءه أقسمت عليك بم نلت هذه المرتبة ، فقالت : بكثرة الصلاة على من كان إذا مشى في البر الأقـفر تعلقت الوحوش بأذياله فحلف يمينا أن يؤلف كتابا في الصلاة على النبي ، وهو حسبي وكان بارعا في العلوم العقلية والنقلية ولما تلقى الطريقة الشاذلية مكث في الخلوة أربعة عشر عاما ثم خرج للانتفاع به ودفن بالسوس الأقصى عام ثمانمائة وسبعين في النصف الثاني من ربيع الأول ثم بعد سبع وسبعين سنة من موته نقل إلى مراكش فوجد كهيئته يوم دفنه رضي الله عنه وعنا به ، وجاز أن يكون رواها عن الخضر عليه السلام ، لان مثله لا يحجب عن خضر ولا غيره . وهى من الأحزاب المعدة لدفع أهوال الدنيا والآخرة جمع هول وهو كل أمر مخوف كالاحتياج للخلق والفقر والعيلة وغلبة الدين وقهر الرجال وشماتة الأعداء وعضال الداء وخيبة الرجاء وفتن الليل والنهار والزوجة السيئة وجار السوء وقسوة القلب وغير ذلك من مصائب الدنيا والدين والعرض وهذه أهوال الدنيا وأهوال الآخرة كحضور الفتانات عند الموت وميتة السوء وفتنة القبر وعذابه وهول الموقف وما يقع فيه من الشدائد والفضائح وقت تطاير الصحف ووزن الأعمال والمرور على الصراط و تفصيل ذلك لا يحد ولا يحصر وهي منجية من ذلك كله بفضل الله فهي من جملة ما خصت به هذه الأمة دون سائر الأمم . هي من أوراد الطريق جمع ورد كحمل وأحمال و هي الوظائف التي جعلوا لها أوقاتا بعينها من قراءة أو ذكر أو صلاة على النبي أو غير ذلك والطريقة عبارة عن العمل بالشريعة على الوجه الأحوط بترك كل ريبه وكل ما لا يغني تقرأ صباحا ومساءً أي قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كما في الإحياء أو كل يوم مرة في المساء أو الصباح لقوله تعالى : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا . قال الحسن : جعل أحدهما خلفا من الآخر فان فات شيء من عبادة الله في أحدهما أدركه في الآخر فانظر إلى رحمة من أمهلك بطاعته من وقت إلى وقت فاجعل ما بقي من عمرك خلفا لما فات . قال صلى الله عليه وسلم : اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وحياتك قبل موتك ، أو كل جمعة مرة قياسا على كثرة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم وهو يوم المزيد في الجنة أي يوم المشاهدة فمن اعتنى بيوم الجمعة وليلتها في الطاعة كان له حظ أوفر في الجنة مع المشاهدة ، أو كل سنة مرة قياسا على قيام رمضان كل عام فإنه مطهرة من الذنوب . ومن فوائدها زوال الحقد ، وهو الانطواء على العداوة والبغضاء لعباد الله جل جلاله وزوال الحسد من القلب ، وهو تنمي زوال نعمة الغير عنه وهذان الوصفان سب طرد إبليس عن رحمة الله لأنه يتسبب عنهما كل فاحشة ظاهرية وباطنية فحيث زالا عن شخص سعد في الدنيا والآخرة . وأحب عباد الله آلي الله أنفعهم لعياله ، كما قال صلى الله عليه وسلم : الخلق عيال الله وأحب عباد الله انفعهم لعياله . ولا شك أنها أي المسبعات اشتملت على الدعاء لعباد الله المؤمنين دنيا وأخرى وهى أي المسبعات (الفاتحة) هذه هي الأولى وتسمى بأسماء كثيرة منها السبع المثاني وأم القرآن وقدمها لأنها أم القرآن وتعدله في الثواب كما ورد وذكر التيمي أن من لازم قراءة الفاتحة أزال الله عنه الكسل والغل والحسد وجميع آفات النفس وفي الحديث هي الشفاء من كل داء وروى من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ فاتحة الكتاب ثم قال آمين لم يبق ملك من السماء مقرب آلا استغفر له . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاه ملك فقال ابشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة . والثانية (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) وقدمها لان الوسواس أعظم المصائب ولذلك قال العارفون الوسواس لا يعتري إلا من كان معه خبل في عقله أو شك في دينه . وَالثالثة (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ) روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال : لقد أنزلت على سورتان ما أنزل مثلهما وانه لن يقرأ أحد سورتين أحب ولا أرضى عند الله منهما يعنى المعوذتين وعن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا ابن عامر ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون قلت بلى يا رسول الله قال قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ، وعن أبي سعيد الخدري قال كان صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان ومن عين الإنس فلما نزلت سورتا المعوذتين أخذ بهما وترك ما سواهما وأخرت عن الناس لأن التحصن بها أعم . والرابعة (الإخلاص) أي سورة الإخلاص قالت اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم انسب لنا ربك فنزل قل هو الله أحد إلى آخرها ولما كانت أصل التوحيد وخالصه قدمت على ما بعدها وورد أنها تعدل ثلث القرآن وان من قرأها مئة آلف مرة فقد اشترى نفسه من الله ونادى مناد من قبل الله تعالى جل جلاله في سمواته وأرضه إلا أن فلانا عتيق الله تعالى فمن كان له قبله بضاعة فليأخذها من الله عز وجل وقال صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه اقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاثا تكفيك من كل شيء وفي رواية من قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاث مرات إذا اخذ مضجعه فإذا قبض قبض شهيدا وإن عاش عاش مغفورا له وورد في ذلك فوائد لا تحصر . والخامسة (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) سبب نزولها أن رهطاَ من قريش قالوا يا محمد أعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنه فإن كان الذي جئت به خيرا أشركناك وإن كان الذي بأيدينا خيرا أشركتنا فقال صلى الله عليه وسلم : معاذ الله أن أشرك به غيره فنزلت عليه ردا عليهم وفي الحديث أن من قرأها فكأنما قرأ ربع القرآن وفيه من قرأ قل يا أيها الكافرون ثم نام على خاتمتها فإنها براءة من الشرك وقال العارفون من داوم على قراءتها صباحا ومساءً أمن من الشك والشرك وسوء الاعتقاد وفي الحديث من لقي الله بسورتين فلا حساب عليه . والسادسة (آية الكرسي) قال الشيخ عبد الرحمن الفاسي رحمه الله : في نوادر الأصول : لقي جبريل موسى عليهما الصلاة والسلام فقال جبريل : إن ربك يقول من قال دبر كل صلاة مكتوبة مرة واحدة اللهم إني اقدم إليك بين يدي كل نفس ولمحة وطرفة يطرف بها أهل السموات وأهل الأرض وكل شيء هو في علمك كائن أو قد كان أقدم لك بين يدي ذلك كله الله لا اله إلا هو الحي القيوم إلى آخرها فإن الليل والنهار أربع وعشرون ساعة ليس منها ساعة إلا ويصعد إلي منه فيها سبعون ألف ألف حسنة حتى ينفخ في الصور وتشتغل الملائكة هكذا . وروي أن من قرأ آية الكرسي قبل خروجه من منزله لو تصبه مصيبة ولم يمت حتى يعود إلى منزله ومن فوائدها أن من قرأها عدد حروفها وهي مائة وسبعون حرفا لا يطلب منزلة إلا وجدها ولا يطلب رزقا أو سعة إلا نالها ، أو قضاء دين أو حصول فرج أو خروجا من سجن أو غير ذلك من سائر الشدائد إلا ويغاث بها ومن قرأها عدد الرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر حصل له من الخير ما لا يقاس عليه ، قال النووي : وما جمع قوم هذا العدد في حرب فغلبوا أبدا وان سقي المبطون حروفها مقطعة أمسك بطنه عن الجريان ومن كتبها عدد كلماتها وهى خمسون كلمة أدرك غرضه من عدوه وحاسده وان كان للمحبة والألفة نال مقصوده ومن داوم على قراءتها عدد فصولها وهى أربعة عشر عقب الصلوات كان محبوبا للعالم العلوي والسفلي ولم يزل في أمن من الله وفي الحديث من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت ولا يواظب عليها إلا صديق أو عابد ، وعن الحسن : من قرأ آية الكرسي في دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى ، ويقرأ (كلا) من هذه السور (سبع مرات) على هذا الترتيب إتباعا للوارد وان كان خلاف وضع التنزيل وسئل شيخنا المؤلف عن حكمة التنكيس فقال : إن فيه تقديم للتخلية عن التحلية لأن في المعوذتين تحصنا من كل ضار وهذه تخلية بالخاء المعجمة وفي الصمدية وما بعدها ذكر التوحيد وشغل القلب به وهذه تحلية بالحاء المهملة. ثم يأتي بالسابعة (يقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله ألا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، سبعا) وهذه الباقيات الصالحات التي قال الله تعالى في شأنها والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملاّ ، على أحد التفاسير وهي غراس الجنة فمعنى سبحان الله تنزيها لله جل جلاله عن كل نقص ومعنى الحمد لله كل كمال ثابت لله جل جلاله ومعنى لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله جل جلاله ومعنى الله اكبر منفرد بالعظم وما سواه حقير ومعنى لا حول ، إلخ لا تحول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بمعونة الله ، وعن الإمام أحمد بن حنبل عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الكلام سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر وهذا محمول على كلام الآدمي وآلا فالقرآن أفضل من التسبيح والتهليل المطلق وأما المأثور في وقت أو حال فالاشتغال به أفضل وقال صلى الله عليه وسلم : لقيت إبراهيم عليه السلام ليلة اسري بي فقال يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وإنها قيعان وان غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر ، وذكر ابن أبي الدنيا بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال : من قال في كل يوم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم مائة مرة لم يصبه فقر أبدا ومن عظيم فضل هذه أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم عمه العباس رضي الله عنه بصلاة التسابيح وجعلها أهل الطريق من أورادهم المهمة . ثم الثامنة (اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد ، سبعاً) فمعنى اللهم يا الله الجامع لجميع الأسماء والصفات والميم عوض عن حرف النداء ولا يجتمعان إلا في الشعر شذوذاً قال ابن مالك : والأكثر اللهم بالتعويض * وشذ يا اللهم في القريض وقوله صلِّ أي اجعل رحمتك المقرونة بالتعظيم والتكريم والتفخيم دائمة عليه بين أهل الدنيا والآخرة في العالم العلوي والسفلي نازلة عليه من سماء علاك ولذا تعدى بعلى على ألسنة الفصحاء وقولهم إن على للمضرة محله إذا وقعت في محل قابل للام كقوله تعالى : لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ . وأما عنوان الصلاة فهو نظير قوله تعالى : قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا . ولما أمر الله عباده بالصلاة عليه ولا قدرة لهم على جلب خير لأنفسهم فضلا عن غيرهم كفى في خروجهم من عهدة التكليف طلبهم من الله أن يصلي عليه فلذلك كانت الصلاة من الله إنعامه ومن غيره الطلب من الله جل جلاله ويشرفون بذلك في الدنيا والآخرة فضلاً من الله ونعمة على عباده وقوله محمد هو علم على ذاته صلى الله عليه وسلم وخص من بين الأسماء لأنه أشرفها وأعظمها ولذلك قرن بكلمة التوحيد وهو منقول من اسم مفعول الفعل المضعف وهو أبلغ جميع الأسماء التي اشتقت من هذه المادة لأن المحمد في اللغة وهو الذي يحمد حمداً بعد حمد لأن الصيغة تقتضي التكرار فهو اسم مطابق لذاته ومعناه أن ذاته محمودة على ألسنة العالم من كل الوجوه حقيقة وأوصافاً وأخلاقاً وأعمالاً وأحوالاً وعلوماً وأحكاماً فهو محمد في الأرض والسماء والدنيا والآخرة فهو صلى الله عليه وسلم خير من حمد وأفضل من حمد وكيف لا ولواء الحمد بيده وهو صاحب المقام المحمود وقد سماه الله بهذا الاسم قبل أن يخلق الخلق بألفي عام وقد سماه جده عبد المطلب بسبب رؤيا كان رآها في المنام كأن سلسلة من فضة خرجت مت ظهره لها طرف في السماء وطرف في الأرض وطرف بالمشرق وطرف بالمغرب ثم عادت كأنها شجرة على كل ورقة منها نور فإذا أهل المشرق والمغرب كأنهم يتعلقون بها ، فقصَّها فعُبِّرَتْ له بمولود يكون من صلبه يتعلق به أهل السماء والأرض وقد سمعت أمه قائلاً يقول لها : إنك حملت بسيد هذه الأمة فإذا أوضعتيه فسميه محمداً ، وآله صلى الله عليه وسلم هم الذين حرمت عليهم الزكاة ويطلق على الأتقياء من أمته لقوله صلى الله عليه وسلم آل محمد كل تقي وقوله كما صليت الكاف للتشبيه وما مصدرية فالمشبه به الصلاة بمعنى المصدر أو موصولة فالمشبه به الصلاة بمعنى المفعول وجملة صليت صلة الموصول وإبراهيم هو خليل الله ومعناه الأب الرحيم وهناك سؤال وهو أن المشبه بالشيء لا يكون أعلى بل أدنى أو مساوٍ ومن المقرر أن الصلاة على نبينا أفضل وقد أجابوا عن ذلك بأجوبة كثيرة منها أن القاعدة أغلبية كما في قوله تعالى : مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ ، الآية ومنها إنما قيل ذلك لتقدم الصلاة على إبراهيم عليه السلام أي كما تقدمت منك الصلاة على إبراهيم فصل على محمد بطريق الأولى والتشبيه إنما هو لأصل الصلاة بأصل الصلاة لا تقدر بالقدر فهو كقوله تعالى : إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح ، وقوله تعالى : كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ . وقوله تعالى : وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ، القصص : ٧٧ . ومنها انه قال ذلك تواضعاً وشرعة لامته ليكتسبوا بذلك الفضل والثواب وغير ذلك من الأجوبة التي ذكرها شراح الدلائل والمراد بآل إبراهيم أتباعه وذريه المؤمنون أنبياء وغيرهم فيشمل أولاد صلبه وجميع أنبياء بني إسرائيل وهو معنى قوله تعالى : رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، هود : ٧٣ . ومعنى بارك أفض خيرات الدارين آدم ما أعطيته من التشريف والكرامة أدم ذكره وشريعته لان البركة هي زيادة الخير في الشيء ومعنى في العالمين اجعل الصلاة منتشرة عليه في جميع الخلق كما جعلتها على إبراهيم وحميد فعيل بمعنى مفعول أي محمود لان عباده حمدوه أو بمعنى فاعل أي حامد لأنه الحامد لنفسه وللمطيعين من عباده ومجيد من المجد وهو الشرف والرفعة وكرم الذات والفعال والمعنى انك أهل الحمد والفعل الجميل والكرم والأفضل فأعطنا سؤلنا وهذه الصيغة أخرج حديثها مالك في الموطأ ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي مسعود الأنصاري البدري رضي الله عنه قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال بشير بن سعد أمرنا الله إن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا انه لم يسأله ثم قال تلك الصيغة وقد وردت بأوجه مختلفة كما ذكرها صاحب الدلائل وتسمى الإبراهيمية وليس فيها لفظ سيادة فمن أراد الاقتصار على الوارد تركها وهو الأولى عند مالك وأصحابه وروى البخاري في كتبه انه صلى الله عليه وسلم قال : من قال هذه الصلاة شهدت له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له وهو حديث حسن ورجاله رجال الصحيح وذكر بعضهم إن قراءتها ألف مرة توجب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول التاسعة من المسبعات وهي (اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ، سبعاً) هذا دعاء بالمغفرة وهي كما في النهاية إلباس الله العفو للمذنبين وقال الحافظ بن رجب في شرح الأربعين النووية هي وقاية شر الذنوب مع سترها وهذا الدعاء مستجاب لا سيما إن خرج من قلب منكسر لان فيه عموماً والدعاء إذا عم كان للإجابة اقرب فإذا صحبته توبة كان تاماً موجباً للمغفرة قطعاً لما ورد عن ابن عباس مرفوعاً : التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي : ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ، وقدم نفسه ثم والديه اعتناءً بالآكد لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيراً ما يفعل هكذا والمراد من المسلمين والمؤمنين والمسلمات والمؤمنات شيء واحد كناية عن التعميم . (فائدة) ذكر الشيخ أبو الحسن الشاذلي انه اجتمع بالخضر وقال له من قال عقب كل صلاة ثلاث مرات : ﴿اللهم أصلح أمة محمد صلى الله عليه وسلم اللهم ارحم أمة محمد صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لأمة محمد صلى الله عليه وسلم اللهم استر أمة محمد صلى الله عليه وسلم﴾ كتب من الابدال . ثم يقول العاشرة من المسبعات وهي (اللهم افعل بي وبهم عاجلاً وآجلاً في الدين الدنيا والآخرة ما أنت له أهل ولا تفعل بنا يا مولانا ما نحن له أهل انك غفور حليم جواد كريم رؤوف رحيم ، سبعاً) فهذه عشر العاجل في الوقت الحاضر والآجل ضده وهو بالمد والدين ما يتدين به وهو الأحكام الشرعية ويقال لها ملة لأنها أمليت على النبي صلى الله عليه وسلم وشرعية لإنهاء مشروعة فالثلاثة متحدة بالذات مختلفة بالاعتبار والدنيا بضم الدال وبالقصر قيل ما على وجه الأرض من الهواء والجو وقيل كل المخلوقات من الجواهر والإعراض الموجودة قبل النفخة الثانية ومبدأ الآخرة من النفخة الثانية إلى ما لا نهاية له ولها أسماء كثيرة منها الساعة لوقوعها بغتة في ساعة في يوم جمعة في غير شهر معروف ولا سنة معروفة قال تعالى : لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ، أو لسرعة حسابها قال تعالى : وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ، ومنها القيامة لقيام الخلق من قبورهم إليها أو لقيام الناس لرب العالمين ومنها القارعة لأنها تقرع القلوب بأهوالها ومنها الحاقة أي الثابتة لأنها واجبة الحصول ومنها الواقعة لوقوع الأمر في ذلك اليوم ومنها الخافضة والرافعة لأنها تخفض أقواما وترفع آخرين ومنها الطامة أي الغالبة لكل شيء ومنها الصامة أي التي تصم الأذن فتورث الصمم ومنها الزلزلة لتزلزل القلوب والأقدام فيها ومنها يوم الفرقة لتفرقهم في الجنة والسعير ومنها اليوم الموعود لان الله وعد فيه أقواما بالجنة وأوعد أقواماً بالهلاك ومنها يوم الحشر لجمع الخلائق فيه بعد فنائهم ومنها يوم العرض لعرض الأعمال فيه ومنها يوم المفر لقول الإنسان الكافر يومئذٍ أين المفر ومنها اليوم العسير لشدة الحساب فيه وزحمة بعضهم على بعض حتى يكون ألف قدم على قدم وقيل سبعون ألف قدم على قدم وتدنو الشمس من رؤوس الخلائق مقدار ميل وهو المرود الذي يكتحل به في العين ويزاد في حرِّها بضع وتسعون ضعفاً وحرارة الأنفاس وحرارة النار المحدقة بهم من كل جهة وحولهم سبع صفوف من الملائكة وغير ذلك مما تقصر عنه العبارة أجارنا الله والمسلمين وقوله ما أنت له أهل أي مستحق له من الإكرام قال تعالى : هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَة . وفي دعائه صلى الله عليه وسلم : أهل الثناء والمجد أحق ما قال لعبد وقال تعالى : إن الله يغفر الذنوب جميعاً ، وقال تعالى : نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم . وهذه أوصافه مع المؤمنين سبحانه وتعالى وقوله ولا تفعل بنا الخ قال تعالى : ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة . وقال تعالى : ولو يؤاخذ الله الناس يظلمهم ما ترك عليها من دابة . وقوله إنك استئناف بياني نحو إنه عليم بذات الصدور والغفور هو الذي يغفر ذنوب العباد كبائر وصغائر والحليم هو الذي لا يعجل بالعقوبة على من عصاه والجواد بالتخفيف ذو الجود والمدد والعطاء الذي لا ينفد والكريم هو الموصوف بنعوت الجمال ذو النوال قبل السؤال والرؤوف ذو الرأفة وهي شدة الرحمة والرحيم ذو الرحمة وهو المنعم بدقائق النعم وفي هذه الأسماء من المناسبة للمطلوب ما لا يخفى وفيه تعليم للإنسان بأنه يخاطب ربه بالاسم المناسب لمطلوبه وهو من لطائف الدعاء كدعاء أيوب عليه السلام حيث قال : إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ، ودعاء يونس عليه السلام حيث قال : سبحانك إني كنت من الظالمين . ودعاء سليمان عليه السلام حيث قال : إنك أنت الوهاب ، ودعاء زكريا عليه السلام حيث قال : وأنت خير الوارثين . وبالجملة فكل مقام له مقال . (تنيبه) تقدم أن هذه المسبعات من أوراد الطريق تقرأ قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ولكن شيخنا المؤلف قدس الله روحه جعلها مطلقة تقرأ مع الصلوات في أي وقت فإن كان قبل الشمس كانت أداء وان كانت بعدها كانت قضاء وجعلها ليلة الجمعة تقرأ مع الصلوات بعد العشاء عقب ما تيسر من الذكر ، وهذا اجتهاد منه في الطريق وهو من كبار المجتهدين وسمعته يقول هذه المسبعات كان أهل الطريق يحصون بها الخواص من المريدين وإني لما رأيت الأهوال قد كثرت والشرور قد تراكمت والنجيب من يموت على دينه وضعتها عامة يستعملها كل مسلم كان من أهل الطريق أو لا رحمة بعباد الله وهذا لرسوخه رضي الله عنه وعنا به . اهـ
وجدت بعض فوائدها وهي تقال الاسم الاعظم وهي المذكورة في جواهر العارفين ص ٢٧ ، ومن قرأ الطريقة الخضرية (اي المسبعات العشر) علي فلوس او اروز وخلط تلك الفلوس او ذلك الأروز بغيرها وقعت فيها البركة التامة ولا تفتقر صاحبها ولا تفرغ يده ببركة الخضر عليه السلام . اهـ وهي المذكورة ايضا في جواهر الحكمة ج ٥ ص ٢ ، وقيل من دخل الطريقة الخضرية او واظب المسبعات العشر منها مرتين بعد الصبح والعصر ، حصل له سعادة الدارين ، ورزق واسع بغير تعب ولا مشقة ، وعلم لدني بغير التعلم ، وكثرة التلاميذ ، وكثرة الضيوف من الانس والجن والملائكة ، وكثرة المحبين له ، ومطمئنة في قلبه ، وسكينة في اهله ، وبركة في دنياه ، وامان من الاعداء ، وجودة في عقله ، ورؤية النبي او الخضر او الانبياء والمرسلين ، ومغفرة الذنوب ، وخوارق العادة ، وتيسير الحج الي بيت الله ، وسلامة من شر الظالمين ومكرهم ، وهو امام ومحبوب عند العشيرة ، ومن اهل التصرف في الباطن ، وله مستجابة الدعوة وحسن الخاتمة . اهـ والاحسن ان تزيد قبلها : ﴿لرضاك يا واسع الرحمات ، وعلي ما نوي كل نبي وولي في المسبعات ، بالاخص نبينا محمد ونبينا الخضر عليه وعليهم افضل الصلوات ، ومن اجازونا بها افتح لنا الخيرات ، الفاتحة﴾ . اهـ وفي السير والمساعي ص ١٥٤ ما نصه : لا يداوم عليها الا عبد سعيد سبقت له من ربه الحسني . اهـ
وفي سبيل المهتدين في الورد الكبير المسمي بــ مفتاح السعادة والفلاح للغوث الحبيب عبد الله بن علوي الحداد ص ٨٠ ما نصه : والمسبعات ؛ الفاتحة سبعا ، وقل هو الله احد سبعا ، وقل اعوذ برب الفلق سبعا ، وقل اعوذ برب الناس سبعا ، وقل يا ايها الكافرون سبعا ، وآية الكرسي سبعا ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ سبعا ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ سبعا ، اَللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَي سَيِّدنَا مُحَمَّد النبي الامي وعلي آله وصحبه وسلم سبعا ، استغفر الله لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ انك مجيب الدعوات سبعا ، اللَّهُمَّ افْعَلْ بِي وَبِهِمْ عَاجِلَاً وَآجِلاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ مَا أَنْتَ لَهُ أَهْلٌ وَلَا تَفْعَلْ بِنَا يَا مَوْلَانَا مَا نَحْنُ لَهُ أَهْلٌ إِنَّكَ غَفُورٌ حَلِيمٌ جَوَادُ كَرِيمٌ رَؤُفٌ رَحِيمٌ سبعا الي آخر النسخة . اهـ
اخذت اجازة «دلائل الخيرات» ، و«المسبعات العشر» ، و«حزب الفلاح» ، عن شيخي الكياهي عبد الحنان معصوم الكواقياني ، عن الكياهي محمد احمد سهل محفوظ الحاجيني ، عن شيخه العلامة محمد ياسين بن عيسي الفاداني ، عن شيوخه ، منهم : (١) الشيخ عمر بن حمدان المحرسي ، عن الشيخ احمد بن اسماعيل البرزنجي ، والسيد علي الوتري المدني والشيخ محمد بن سليمان حسب الله المكي ، - وبرواية الاول - عن العلامة محمد الموافي الدمياطي ، عن الشيخ حسن العطار الازهري ، - وبرواية الثاني والثالث - كلاهما ، عن الشيخ احمد منة الله العدوي المالكي ، (٢) الشيخ محمد عبد الحي الكتاني ، عن المعمر قاضي فاس ابو محمد عبد السلام بن محمد بن الطاهر الهواري الفاسي ، وهو عن المحدث المقرئ ابي علي الحسن فنبور اللجائي ، (٣) الشيخ يوسف بن اسماعيل النبهاني عن شيخه العلامة ابراهيم السقا ، (وفي "الهادي" ، وهو - العلامة ابراهيم السقا - عن الشيخ محمد الامير الصغير) ، و(العطار ، والعدوي ، واللجائي ، والسقا ، وفي "الهادي" الامير الصغير) ، جميعهم ، عن الشيخ محمد الامير الكبير ، وهو اخذ عن الشهاب (احمد) الجوهري (الكبير) ، واجازه ، وقال : ونرويها من طرق ، منها طريق القطب مولاي عبد الله الشريف المسلسلة بالاقطاب ، (وقال الامير الكبير) ، فاخذ شيخنا (الجوهري الكبير) عن (القطب) مولاي الطيب (ابن مولاي عبد الله الشريف) ، عن اخيه القطب مولانا التهامي ، عن والده القطب مولاي عبد الله الشريف المتولي القطبانية اثنتين وثلاثين سنة ، عن سيدي علي ابن احمد الانجوري ، عن القطب سيدي عيسي بن سيدنا الحسن المصباحي ، عن القطب سيدي محمد الطالب ، عن القطب الكبير سيدي عبد الله الغزواني ، عن القطب سيدي عبد العزيز التباعي دفين مراكش ، عن شيخه القطب سيدي محمد بن سليمان الجزولي الشريف الحسيني دفين مراكش ، عن شيخه القطب سيدي محمد امغار دفين بلاد ازمور ، عن شيخه القطب سيدي ابي عثمان سعيد الهنتاني ، عن شيخه القطب سيدي عبد الرحمن الرجراجي ، عن شيخه القطب سيدي ابي الفضل الهندي ، عن شيخه القظب سيدي عنوس البدوي ، عن شيخه القطب القرافي ، عن القطب ابي عبد الله المغربي ، عن ابي الاقطاب الشاذلي قطب الاقطاب من عم سره وطاب ، عن القطب (الغوث عبد السلام) ابن مشيش ، عن القطب سيدي عبد الرحمن المدني ، عن القطب عبد الله التنايري ، عن (العارف بالله) الشبلي ، عن (العارف بالله) الجنيد ، عن (العارف بالله) السري ، عن (العارف بالله) معروف الكرخي ، عن (العارف بالله) داود الطائي ، عن (العارف بالله) حبيب العجمي ، عن (العارف بالله) الحسن البصري ، عن (سلطان الاولياء الاول سيدنا) الحسن بن علي ، عن ابيه (سيدنا الامام علي بن ابي طالب) ، عن سيد المرسلين صلي الله عليه وسلم . هكذا كما في "اتحاف الاخوان" ص ١٩ و ٨٧ ، و"بلوغ الاماني" ص ٢٠٠ ، و"هادي المريد الي طرق الاسانيد" ص ٥-٧ ، و"اجازات حديثية جزائرية" ص ٨٣ ، و"الفية السند" ص ١١١ . وفي الطريق الآخر برواية العلامة محمد ياسين بن عيسي الفاداني ، عن السيد محمد بدر الدين بن يوسف الحسني الدمشقي والسيد المعمر علي ابن سرور الزنكلوني الازهري وهما عن والد الاول الجمال يوسف افندي بن بدر الدين المغربي ثم الدمشقي عن الشيخ عبد الله بن حجازي الشرقاوي عن الشيخ محمد بن سالم الحفني (وفي هذا السند يشتمل علي طريقَي دلائل الخيرات ايضا ، الاول ، قال الشيخ الحفني : اجازني بها ايضا ولي الله تعالي سيدي محمد العربي التلمساني ، قال : اخذتها بطريق الباطن عن النبي صلي الله عليه وسلم ، والثاني) ، قال (الشيخ الحفني) : اجازني بها شيخنا (محمد بن محمد) البديري ، قال : اجازني بجميع ما ينسب الي تاج العارفين القطب الشيخ ابي الحسن (علي) الشاذلي من احزاب واوراد وادعية وغير ذلك ، وما ينسب للولي الصالح محمد بن سليمان الجزولي من «دلائل الخيرات» و«المسبعات العشر» و«حزب الفلاح» وغير ذلك ؛ شيخنا القطب الرباني سيدي محمد بن احمد المكناسي المسطاري عليه رحمة الباري ، وهو قد اخذ الطريق عن العارف الرباني ابي القاسم بن احمد السفياني صاحب الكرامات الظاهرة ، وهو عن شيخه العارف بالله تعالي سيدي محمد الشرقي ، وهو عن شيخه سيدي عبد الله بن ساسي ، وهو عن شيخه عبد الله الغزواني ، وهو عن شيخه عبد العزيز التباع ، وهو عن شيخه سيدي محمد بن سليمان الجزولي صاحب «دلائل الخيرات» وهو عن شيخه السيد عبد الرحمن الشريف ، عن شيخه سيدي (ابي) عثمان (سعيد الفزاني) ، عن شيخه عبد الرحمن الرجراجي ، (عن شيخه سيدي ابي الفتح الهندي) ، عن سيدي عينوس البدوي ، عن شيخه الامام (ابي العباس) القرافي ، عن شيخه (ابي) عبد الله المغربي ، (عن القطب ابي العباس احمد المرسي) ، عن شيخه تاج العارفين سيدي (الغوث) علي ابي الحسن الشاذلي الشريف الحسني ، وهو عن شيخه (الغوث) عبد السلام بن مشيش ، وهو عن شيخه سيدي عبد الرحمن المدني ، عن (العارف بالله الشيخ) ابي بكر الشبلي ، عن (العارف بالله الشيخ) ابي القاسم الجنيد شيخ الطريقة ، عن خاله (العارف بالله الشيخ) السري السقطي ، (عن العارف بالله الشيخ الشهير ابي محفوظ معروف الكرخي ، عن العارف بالله الشيخ ابي سليمان داود الطائي) ، عن استاذه (العارف بالله الشيخ) حبيب العجمي ، عن سيد التابعين الحسن البصري ، عن السبط (سلطان الاولياء الاول) الحسن بن علي ، عن ابيه (الامام) علي بن ابي طالب ، وهو عن سيد المرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم . كذا كما في "الجامع الحاوي في مرويات الشرقاوي" ص ٧ و ٨ و ٤٠ و ٤١ . اهـ واخذت اجازة «المسبعات العشر» المذكورة في "قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد الي مقام التوحيد" ص ١٦-١٩ ، و "احياء علوم الدين" الجزء ١ ص ٣٤٠-٣٤١ ، و "عقد اليواقيت الجوهرية وسمط العين الذهبية" الجزء ١ ص ٨٩ ، و "اتحاف السادة المتقين" الجزء ٥ ص ١٣٤-١٣٥ ، و "شرح مراقي العبودية" ص ٣١ ، و "افضل الصلوات علي سيد السادات" ص ١٣٥ ، و "جواهر الحكمة" الجزء ٥ ص ٢-٩ بإختلاف يسير ، بالطريق الآخر برواية العلامة محمد ياسين بن عيسي الفاداني ، عن المعمرِين (الشيخ عمر بن ابي بكر باجنيد الكندي المكي ، والسيد علي بن علي الحبشي المدني ، والسيد مصطفي بن احمد المحضار الدوعني ، والسيد علي بن عبد الرحمن الحبشي الكوتياني ، والمفتي السيد عبد الرحمن بن عبد الله السقاف ، والسيد سالم بن حفيظ صاحب مشطة) جميعهم ، كما في "تنوير البصيرة" ص ٦ ، عن القطب الحبيب عيدروس بن عمر بن عيدروس الحبشي . واخذ القطب الحبيب عيدروس ، كما في كتابه "عقد اليواقيت الجوهرية وسمط العين الذهبية" الجزء ٢ ص٥٣ ، عن الامام السيد محمد النووي الادريسي المغربي ثم المدني ، عن السيد محمد السنوسي . واخذ ختم المحدثين الشيخ محمد بن علي السنوسي المكي ، مسلسلا بلبس الخرقة ، كما في كتابه "المنهل الوري الرائق في اسانيد العلوم واصول الطرائق" ص ٧٦ و ٩١ ، عن شيخه قطب العارفين امام المحققين مولانا السيد احمد بن ادريس ، عن شيخه العارف بالله السيد عبد الوهاب التازي ، عن شيخه العارف بالله السيد عبد العزيز بن مسعود الدباغ الفاسي ، عن سيدنا ومولانا ابي العباس الخضر بليا بن ملكان عليه السلام ، عن النبي الاعظم سيد الكونين والثقلين مولانا محمد صلي الله عليه وسلم . اهـ