اَللّٰـهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النُّوْرِ الذَّاتِى وَالسِرِّ السَّارِىْ فِى سَائِرِ اْلأَسْمَآءِ وَالصِّفَاتِ .
وهي المذكورة في الصلاة السادسة عشرة من جراهر السنية ، وفي جراهر العارفين ج ٢ ص ١٥ ، وفي الصلاة الرابعة والأربعين من افضل الصلوات ، وهي المنسوبة لقطب الاقطاب سيدنا أبي الحسن علي الشاذلي رضي الله عنه . قال سيدي أحمد الصاوي : هذه صلاة النور الذاتي لسيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه ونفعنا به ، وهي بمثابة ألف صلاة وعدتها خمسمائة لتفريج الكرب . وذكرها ابن عابدين في ثبته نقلاً عن ثبت الشراباتي ، فقال كيفية صلاة جليلة أخذتها سابقاً عن شيخنا العارف بالله السيد أحمد البغدادي القادري ونسبها لبعض العارفين وهي : ﴿اللهم صل على سيدنا محمد النور الذاتي والسر الساري في جميع الآثار والأسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم﴾ . وأفاد سيدي الشيخ أحمد الملوي في صلوات له أنها للإمام الشاذلي ، وأنها بمائة ألف صلاة ، وأنها لفك الكرب ، ولكنها بزيادة ونقص على ما تقدم ، وهذه صورتها : ﴿اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النور الذاتي والسر الساري في جميع الأسماء والصفات﴾ . وذكرها شيخنا الشيخ محمد عقيلة في صلوات له بلفظ : ﴿اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد النور الذاتي والسر الساري سره في جميع الآثار والأسماء والصفات وسلم تسليماً﴾ . اهـ
ووجدت الصيغة في مجموعة الصلوات للشيخ محمد عقيلة في سعادة الدارين ص ٣٥٥ خ ٩ باختلاف يسير كما سبق وصيغتها هي : ﴿اللهم صل على سيدنا محمد النور الذاتي الساري سره في جميع الأسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم﴾ . اهـ
وفي سفر الاجازات والمرائي ص ١٢٤ ما نصه : ﴿اللهم صل على سيدنا محمد النور الذاتي الساري سره في جميع آثار الأسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم تسليما﴾ . اهـ
وفي ادل الخيرات ص ١٣٨ ما نصه : ﴿اللهم صل على سيدنا محمد النور الذاتي الساري سره في آثار الأسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم بقدر عظمة ذاتك في كل وقت وحين﴾ . اهـ
ووجدت شرحها في جواهر البحار ج ٣ ص ٥٠ ما نصه : (اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد النور الذاتي) أي نور ذات الله أي الذي خلقه الله بلا مادة لأنه مفتاح الوجود ومادة لكل موجود كما تقدم لك في حديث جابر (والسر) ضد الجهر (الساري) أي الجاري (في سائر) أي جميع (الأسماء) أي أسماء الخلق باعتبار مسمياتها (والصفات) أي للخلق فيكون المعنى الممد لجميع ذوات الخلائق وصفاتهم ويحتمل أن المراد أسماء الله وصفاته ومعناه أنه مهبط التجلي للأسماء والصفات فلا يستمد من اسم من أسمائه تعالى ولا صفة من صفاته تعالى إلا بواسطته فكل من المعنيين صحيح والأولى التعميم أي فهو ممد لجميع ذوات الخلق وصفاتهم دنيا وأخرى بواسطة أنه مهبط التجلي لأسماء الله تعالى وصفاته . اهـ
والاحسن بذكر الآل كما في خزينة الاسرار ص ١٨٠ ما نصه : انه قال ؛ لا تصلوا علي الصلاة البتراء . قالوا : وما الصلاة البتراء يا رسول الله ؟ قال : تقولون اللهم صل على محمد ، وتمسكون ، بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد . اهـ وأخرجه أبو سعد في شرف المصطفى من القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ص ١٢١ . اهـ
وفي قوله تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) الأحزاب ٥٦ . صح عن كعب بن عجرة ، قال : لما نزلت هذه الآية قلنا ، يا رسول لله ، قد علمنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك ، فقال ، قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد . اهـ
وفي نفس الصحيفة من خزينة الاسرار ما نصه : وفي ذكر الآل فائدة أخري سرعة الاجابة وحصول المطلوب لقوله عليه الصلاة والسلام : ﴿ان اسرع الدعاء اجابة دعوة غائب لغائب﴾ . اهـ
والاحسن ايضا بزيادة ذكر العدد كما في الرواية عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : رآني النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أحرك شفتي فقال لي : بأي شيء تحرك شفيتك يا أبا أمامة ؟ ، فقلت : أذكر الله يا رسول الله . فقال : ألا أخبرك بأفضل أو أكثر من ذكرك الليل مع النهار ، والنهار مع الليل ؟ أن تقول : سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله ملء ما خلق ، سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء ، سبحان الله ملء ما في السماء والأرض ، سبحان الله ملء ما خلق ، سبحان الله عدد ما أحصى كتابه ، وسبحان الله ملء كل شيء ، وتقول : الحمد الله ، مثل ذلك . اهـ وقد حسن الحديث الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار ١ / ٨٤ ، وقال الهيثمي في المجمع ١٠ / ١١٠ : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، وصححه محققو مسند أحمد في طبعة مؤسسة الرسالة (٣٦/٤٥٩-٤٦٠) وتوسعوا في تخريجه . أخرجه أحمد (٢٢١٩٨) ، والنسائي في السنن الكبرى (٩٩٩٤) مختصرا ؛ وابن أبي الدنيا في كما في الترغيب والترهيب للمنذري ٢ / ٢٨٧ واللفظ له . أما ما يستفاد من الحديث ، فأهمه فضيلة هذا الذكر ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن مَن أتى به نال الأجر العظيم الذي يفضل أكثر الأذكار . ولذلك بوب الحافظ ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه عند ما أخرج الحديث ١ / ٣٧٠ بقوله : باب فضل التحميد والتسبيح والتكبير بوصف العدد الكثير من خلق الله أو غير خلقه . اهـ
قال الشيخ عبد الله الهاروشي المغربي في كتابه كنوز الأسرار في الصلاة على النبي المختار في شرح فضل هذه الصيغة (وهي في الربع الاول ص ٤٣ بدار الكتب العلمية) ؛ وجدت مقيداً عليها ، إنها بمنزلة ألف صلاة ، فتذاكرت مع بعض الأخوان في فضلها ، فقلت له ؛ قيل أنها بمنزلة مائة ألف صلاة ، فقال لي هذا قصور وسوء أدب ، لأنك تقول فيها بقدر عظمة ذاتك ، وعظمة ذات الله سبحانه وتعالى لا نهاية لها ، فيكون الثواب المرتب عليها لا يتناهى إن شاء الله ، فرجعت لقوله واستحسنته ولا شك أنها من الصلوات الكوامل . اهـ
واريد الآن ان اجمع الصيغة برواية السيد احمد البغدادي وهي : ﴿اللهم صل على سيدنا محمد النور الذاتي والسر الساري في جميع الآثار والأسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم﴾ مع الصيغة برواية الشيخ محمد المعطي بن الشيخ الصالح الشرفي وهي : ﴿اللهم صل على سيدنا محمد النور الذاتي الساري سره في جميع آثار الأسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم تسليما﴾ بزيادة ذكر العدد في شرح احد صيغ الصلوات عن الشيخ عبد الله الهاروشي المغربي وهي : ﴿بقدر عظمة ذاتك﴾ ، كما قاله الغوث السيد محمد بن السيد خطير الدين في كتابه جواهر الخمس ص ١٣١ ما نصه : لان الزيادة لا تزيل الحكم بل تفيد فائدة زائدة ، فحصلت الصيغة : ﴿اللهم صل على سيدنا محمد النور الذاتي والسر الساري سره في جميع الآثار والأسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم تسليما بقدر عظمة ذاتك﴾ .ووجدتها بصيغة اخري في شموس الانوار ومعادن الاسرار ص ٣٩٢ وهي : ﴿اللهم صل علي من هو السر الساري في كل موجود﴾ ، ثم بهذه الصيغة : ﴿اللهم صل علي السر الساري وآله قدره﴾ والله اعلم والحمد لله رب العالمين . اهـ